الجمعة، 9 ديسمبر 2011

خسوف ْ / كسوف ْ


ظواهر الخسوف والكسوف ليست طبيعية ، وليست للمطالعة والاستئناس بها.
إذا علمت أن من أهوال يوم القيامة : بروق البصر ، وخسوف القمر ، واجتماع الشمس والقمر. 

فحرّي بك أن تفزع وتلجأ إلى الله ، فتبادر إلى ذكره ، والصلاة ، والتوبة.

حدث في عهد رسولنا - صلى الله عليه وسلم - كسوف جزئي للشمس ، فماذا فعل ؟
خرج فزعاً ، يجر رداءه ، جمع الناس للصلاة ، لجأ إلى ربّه فصلّى .

قال تعالى : { وما نرسل بالآيات إلا تخويفا } آية ٥٩ - سورة الإسراء.
ثم خطب عليه الصلاة والسلام خطبة بليغة جاء فيها :

"إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله ، لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته ، فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله وكبروا وصلوا وتصدقوا ، يا أمة محمد والله ما من أحد أغير من الله أن يزني عبده أو أن تزني أَمَته ، يا أمة محمد لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً، ولبكيتم كثيراً".

فبادر يا رعاك الله إلى استغلال هذه الآية في الرجوع إلى الله والاستغفار والتوبة من ذنوبك ، واعلم أن الله غفور رحيم ويقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيّئات.
{ والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلاً عظيماً } آية ٢٧ - سورة النساء.





الخميس، 1 ديسمبر 2011

الحُبُّ حلال ْ


يجب في البداية أن نفرّق تماماً بين الحب السامّي وهو خير الحب المتمثل في حبُّ الله جلّ وعلا ، وحب رسوله المصطفى - صلى الله عليه وسلم - ، وأخيراً حب الوالدين ومن ربىَ.

قال تعالى : { زُيِّن للنّاس حبُّ الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومّة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا }. الآية ١٤ - سورة آل عمران.

فكلمة الحب تسمعها الآذان بكثرة في هذه الأيام ، ويتداولها الكثير بشكلها الخاطئ تماماً وهم فخورون بذلك. - الله يهديهم -.

حب الذكر للأنثى والعكس هو ما سأعرج عليه اختصاراً ..

بعض الناس يقف موقف المتشدد والكاره للحب بين الطرفين ، والبعض الآخر يتساهل في ذلك كثيراً ويبيحه بشكل يتعدّى مفهومه البسيط والطاهر.

ذلك لأنه لم يعرف البعض سوى حب الأجساد ، وعرف الآخر - وهم قليل - حبّ الأرواح.

فحب الأجساد مفروغ منه وهو لا يتعدّى حيوانيّة الإنسان، أما حب الأرواح فهو فطرة جٍُبلٍَِِ عليها الخلق .

الأرواح مجنّدة ، منها ما ائتلف ومنها ما اختلف ، فلا مانع من الحب بين المتضادّين فهي فطرة وهو إحساس وهي مشاعر ليس لنا تحكّم بها.

ولكنّ لنا التحكم فيما بعد ذلك من خطوات ، فيختلف فريقان :- 
- فريق أغواه الشيطان ، فسلك طريقه واتبع خطواته شيئاً فشيئاً حتى ندم وتألّم.
- وفريق اعتزّ بذا الحبِّ فحفظه بقلبه ولم يكشف عنه ، أو إنّه سلك طريق الجنّة ووصل إلى غايته من المودة والرحمة في التزاوج.

فينبغي للمتحابّين تربية حبُّهما في مكانه الصحيح وهو الزواج حتى ينمو ويكثر ويورث للأبناء.
فمن لم يستطع فليشغل قلبه بحب الله وحب رسوله ، حتى لا يقع في الحرام.


الأحد، 13 نوفمبر 2011

جُــحـَـا !


فإنه قد كثرت الحكايات التي تسخر من شخصية جحا هذا وتصوّره بالأبله والمعتوه والأحمق - حاشاه عن ذلك -. فهل تعلم من هو جحا هذا ؟ ، أتُراه شخصيةً حقيقية أم من وحي الخيال ؟!.

اسمه الحقيقي هو دجين بن ثابت الفزاريّ ، ويُكنّي بأبا الغصن ، وهو من التابعين حيث عاش في القرن الهجري الأول ، وقد رأى الصحابي أنس بن مالك خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكانت أمّه - أي أم دجين - خادمة لأنس بن مالك رضي الله عنه.

ومن مناقبه: أنه كان سمحٌ ، صفيّ السريرة ، يُعرف بالذكاء ، وقد روى عنه "أسلم" وهو مولى عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وروى عنه هشام بن عروة وعبدالله بن المبارك.

فهو دجين التابعي الجليل ، الرجل الصالح ، ناقل لأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قيل أنه عاش لأكثر من مئة سنة ، وبعد موته بدأ أعداؤه بنشر كلام كاذب حوله ويُقال بأن جاره كان أحمقاً وكان هو الذي ينشر عنه الحكايات والقصص الكاذبة التي كان من الأحق أن ينسبها لنفسه! .

ويشهد حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم على خيريّة التابعين حيث قال : "خير القرون قرني ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم" .

فلا ينبغي أبداً الحديث بالسوء عن أخيك المسلم فكيف بأخير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته !.

إذا عجبك ما قرأت فانشر لداع الأهمية والذبّ عن المسلمين.


الاثنين، 24 أكتوبر 2011

كُن ولا تكُنْ .


كن كالشجرة ..

جذورك أقوى من فروعك ..
شامخ لا تنكسر .. متعالي عن الرديء ..
ملجأ ً لغيرك .. وعلى أغصانك تعتاش الطيور بأمان ..
تسقط الميت من أوراقك .. لتنتظر أخرى ناضرة وأجمل .



لا تكن كالحرباء ..

تأكل كل ما يدخل فمك من الحشرات والقوارض والزواحف ..
لا تستقي سوى مياة الصرف النتنة ..
انطوائي يعيش لنفسه .. لا يُحب مشاركة الآخرين ..
تخفي ملامحك وتتشكّل حسب كل موقف وظرف .

ليس من الضروري أن تكون الشجرة نباتاً ، أو يكون الحرباء حيواناً ،، فهناك إنس ينطبق عليهم ما لا يُذكر أعلاه من السلب أو الإيجاب .


الثلاثاء، 4 أكتوبر 2011

التسوّلْ


هل تعلم أن هناك نوعان من التسوّل ؟ ، النوع الأول وهو التسول في الطرقات ، أما عن النوع الثاني فهو من غير (في ولام التعريف) وهو تسول الطرقات .

ففي السابق كنّا نرى المتسولين وهم يظهرون في حالة يُرثى لها ، ويتسوّلون من غير أن يجبروك على إعطائهم ما يريدون ، أما الآن فالتسول يكون عن طريق سيارات فارهة كالـ “بورش أو المرسيدس” ، ويضياقك المتسول بتصرفه حيث أنه يريد إجبارك على إعطائه حقّك أنت ! ، فيا للعجب ! .. أليس هذا زمن العجب !.

التسول في طرقات جاء نتيجة فقر المال ، أما تسول الطرقات فهو نتيجة فقر الأخلاق !. 

رسالة لكل متسوّل طريق : القيادة فن وذوق وأخلاق !.
رسالة لكل متسوّل في الطريق : الله يعطيك :) .

هل تقترح أية حلول للحد من ظاهرة التسوّل المذكورة أعلاه ؟ . تفضل برأيك (ت).

السبت، 10 سبتمبر 2011

جــفافـْ


أعترف بأني لم أكتب شيئاً منذ مدة ، لا أعلم أين اختفت الزفرات ! ، حسناً لقد جدّ جديد وأردت كتابة (شيء) لأعتاد قليلاً على أمكنة الأحرف المستجدة . نعم استجّدت وازداد حياة التقنية جمالاً بعد اقتنائي لجهاز "التفاحة" . كما وصفتها سابقاً أشعر بأني خرجت من ظلمات (ميكروسوف) إلى نور الـ(الأبل) . أكرر أبل وليس إبل ! .


أجدني الآن أكتب ببطئ شديد فهل يلزمني صديقي الجديد بأن أعبر بالرسم والتصميم بدل الأحرف التي أعشقها ؟ ، أم يريدني أن أستبدل لغتي العربية بأخرى جافة لا فيها بديع ولا ربيع ، ولا جناس ولا تورية ، ولا استعارة ولا بلاغة .


حسناً كفى . عفواً لوقتك الضائع (ت) .

الأحد، 14 أغسطس 2011

لـيـلَـة النــصْـفْ

قال تعالى : {إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي}.

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : {تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما كتاب الله وسنة رسوله}.

فوجب على كل مسلم اتباع أوامر الله ورسوله واجتناب نواهيهما! ، فمالِ بعض القوم إذا قيلَ لهم قال الرسول بكذا قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون ؟!

فهذا خير الشهور رمضان المبارك ، لم يَسلم من المُحدثات والأخطاء ، فالأغلب يسعى لا للصوم بل لملئ البطون!.

ويقول الكثير بحديث ضعيف جداً وفيه {رمضان أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار} ، ويكأن رحمة الله حُصرت في أيام ومغفرته في أيام !؟ .

بل الصحيح هو أن لله في كل ليلة عُتقاء من النار ، فاللهم اجعلنا منهم .

كثُر الغلطْ في ليلة النصف من رمضان ، والتي تُسمى "قرقيعان أو قرنقعوه وغيرها" ، فلم يعلموا لها أصلاً فقالوا هي من التُراث والعادات والتقاليد!.

فمع قليل من البحث سيتضح أن هذه الاحتفال ابتدأه الفاطميين بعد القرون المفضلة ، ويحتفل الروافض فيه لميلاد الحسن رضي الله عنه.

ولكن يا أسفي عندما يحتج بعض السفهاء بأنها فرحة للأطفال وهي عادة وليست من الدين ومن هذه الأمور ، وهل أنتم أرحم بالأطفال من الرسول صلى الله عليه وسلم ؟! ، وهل أنتم أعلم أم هو ؟

فهذا حديث الرسول - صلى الله عليه وسلم - وقد نهى الأطفال عن (اللعب) في يومين كانا يلعبان فيهما في الجاهلية ، فلماذا نهى عليه السلام عن هذا ؟ وقال إن الله أبدلكم خيراً منهما ! ، هل في لعب الأطفال عيداً ؟ أم له علاقة بالدين ؟

راجع عقلك ، فتالله إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أرحم من الناس جميعاً ، وأعلم منهم جميعاً وهو القُـدوة في كل أمر.

فعندما ننهى عن القرنقعوه يقولون أنتم متشددون وهذا احتفال تُراثي ، وما نحن إلا مُتبعين لرسولنا صلى الله عليه وسلم ، فليَعلم أن من يُصر على فعله فإنما يريد أن يتكبر على قول نبيّه الكريم ، فلا حول ولا قوة إلا بالله .

قال تعالى : {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر}.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .


السبت، 6 أغسطس 2011

عــَـلَى مُـكــْـــث ْ


قال تعالى : {وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث}.
وقال جل من قائل : {ولا تحرّك به لسانك لتعجل به}.
وقال تبارك وتعالى : {كتاب أنزلناه إليك مباركاً ليتدبروا آياته}.

والآيات في ذلك كثيرة .


فهذا القرآنُ العظيم ، أنزله الله إلى العالمين وجعله كتابَ هداية ، ليهدي من أضلَّ الله ، ويقوّم للناس سلوكهم وأمور حياتهم وأخْراهُم ، فما بالنا هجَرنا القرآن الكريم ! ، وإذا جاء رمضانْ تعجّلنا به ولم نتبدّره كما يُريد ربنا تدبّره والتفكر في معانيه ؟!.

قال ابن تيمية رحمه الله : {ندمت على تضييع أوقاتي في غير معاني القرآن}.

فمن هو ابن تيمية ؟! ، هذا شيخ الإسلام ، العالم الجليل التقي الورع ، الذي أعز الله ذكره على كل لسان ، وجعله نبراساً للهداية واتباع سنة المصطفى ، ويقول رحمه الله في حياته هذا الكلام . فتأمّــلْ !


فماذا قدّمت أنت ؟ ، لا شيء ! ، ومع ذلك لا تتدبّر القرآن ، إن هذا لشيء عُجابْ.

اقرأ القرآن ، وعندما تقرؤه اعلم أنه كلام الله ، واعلم أن كلَّ آية تُخاطبك ، فإذا مررت بأمر فامتثل ، وإذا مررت بنهي فانتهي ، فكيف بك وربّك الذي يُخاطبك ؟ 

فاتقوا الله يا عبادَ الله ، فهذا شهر رمضان قد ولّت أولى أيامه ، فنسأل الله أن يُحسن لنا أعمالنا في ما تبقى منّه ، ونسأل الله القبول والإخلاص.

ولا تنسى ، تدبّر ثم تدبّر ثم تدبّر !

الجمعة، 29 يوليو 2011

رمـضــَـان ْ


رمضان على الأبواب ، يجيء في البال حتماً كثرة الطعام ومشاهدة الحرام والمبيت في الخيام .

بعضهم حالهُ في رمضان إجازة سنوية يلهو بها ، يُدمن المسلسلات والبرامج والمسابقات ، صائم بالنهار مُشيّش بالليل ، تالياً للقرآن نهاراً راقصاً على أوتار الأغاني ليلاً .

يجيء رمضان ويذهب ورَغِمَ أنفُ الكثير من أمة محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - ويا أسفاه على هؤلاء!.


يجيء رمضان وهناك فئة أخيَرْ ، فتترك المعاصي وتتفرغ للعبادة وكأنهم "مسلمين جُدد" ، فيكد ويجتهد وفور انتهاء الشهر ورواحُهْ ، كأن لم يمسّهُ خيرٌ قطْ !؟ ، كأن لم تنفحَهُ رحمات الشهر الفضيل ، فيعود لما كان عليهِ ويا لها من خسارةْ !.

فإلى متى ؟!

أما من توبة صادقة ؟! ، إلى متى تغرق بالمعاصي يا بن آدم وما خلقك الله إلا لعبادته!.


شهرٌ تُيسَّر فيه الطاعات ، وتُغلق فيه أبواب النار وتُفتح أبواب الجنة ، وتُسجَنُ الشياطين في أغلالٍ ، فكل هذه العوامل تُساعد على توفر بيئة إيمانية وروحانية لن تجدها في غيرها من الشهور!.

فهل من متصيّد لمغفرة ؟! ، هل من فائز بمسابقة العتق من النيران ومغفرة الذنوب!.

انوِ العودة إلى الله ، اعزم على التوبة الصادقة النصوح التي تُغيّر حياتك للأبد ، حياةٌ كلها لله ، ومِلؤها العبادة ، وحلاوتها الإيمان. فما أجملها من حياة ؟ وما أحلاها من عيشة ؟ ، إنها الحياة مع الله .

اللهم اهدنا لما فيه من الحق بإذنك وثبتنا على طاعتك ، اللهم آمين .


الاثنين، 25 يوليو 2011

جـَــمَــاداتْ الـَـكـون ْ



قال تعالى : {ألم ترَ أن الله يسجد له من في السماوات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب ومن يهن الله فما له من مكرم إن الله يفعل ما يشاء}.

يحثُّ المولى - تبارك وتعالى - في أكثر من موضوع في كتابه الكريم على التفكر والتدبّر في ملكوت الكون ، وفي ما خلق لنا من الأرض من الجبال والسماء والبحر والشجر والظلال والنور وغيرها ، وما هذه المخلوقات المُبهرة إلا أعظم دليل على وجود الخالق سبحانه وتعالى.

كم حاجَّ إبراهيم - عليه الصلاة والسلام - قومَهُ ، فبعد أن هداهُ الله وجعله من الموقِنين ، أراد أن يُري قومَه أن الأصنام التي ظلوا لها عابدين لا تنفع لهم شيئاً ولا تضرهم ، ودعاهم إلى معرفة الرب عز وجل فالتدبّر ، وفي آيات سورة الأنعام سيرة هذه القصة .

{فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ (76) فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ (77) فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (78) إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} الأنعام .


فدلّاهم على رب العالمين من خلال التفكر في مخلوقاته .



ومن هنا أود الوصول إلى أن الله الواحد القهار الخالق هو أعلم بمخلوقاته ، فلا يغرّنكم قول كثير من الإنس الكافرين الذين لم تفقه قلوبهم ولم تعقل عندما يتحدثون في الأمور الفلكية والغيبية . وأخص بالذكر هنا نظريات حفرها الغرب في أذهاننا ودُرّست لنا في مدارسنا للأسف ، كظاهرة الليل والنهار والفصول الأربعة ، ونظرية دوران الأرض حول نفسه ودوران الأرض حول الشمس . فلقد جاء الله تعالى قبلهم بمئات السنين وبيّن لنا من خلال كتابه الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه أن الشمس والقمر آيتين ، حيث قال فيهما تبارك وتعالى : {لا الشمس ينبغي لها أن تُدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكلٌ في فلم يسبحون} .

الآية واضحة وضوح الشمس على الحركة المستمرة للشمس والقمر وأنهما آيتين تسبَحَانِ في الكون وتُسبّحان لإله الكون كما في قوله تعالى :{تسبح له السماوات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم إنه كان حليماً غفوراً} الإسراء – 44


وكلام أهل العلم الشرعي كثير وواضح في هذا الخصوص وتفسير الآيات متوفر لدى الجميع ، والحديث المشهور عن النبي صلى الله عليه وسلم لأبي ذر : {أتدري ما مستقرها ؟} يسأله عن الشمس فقال عليه الصلاة والسلام : {فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش فتستأذن فيُؤذن لها ويوشك أن تسجد فلا يُقبل منها وتستأذن فلا يُؤذن لها ، يقال لها ارجعي من حيث جئتِ فتطلع من مغربها} .


حديث تقشعّر له الأبدان ، فهل من متدبّر ؟

الجمعة، 22 يوليو 2011

العوْلـمَـة ْ


تناظرنا صباحاً في محاضرة الثقافة الإسلامية عن موضوع العولمة ، انقسم الطلبة إلى فريقان أحدهما مع العولمة - وأنا منهم - والآخر ضِدّها .

اجتمعْنا نحن المؤيّدين للعولمة صباحاً في مكتبة الجامعة وبحثنا عن العولمة ومفهومها وتعريفاتها ، وطبعاً كما كنّا نتوقع فإن أغلب المقالات والمواضيع تتحدّث عن العولمة بشكلً سلبيٍّ ، وذلك أن واضح مفهوم العولمة رجلٌ يهودي أراد انحلال الثقافة الإسلاميّة وهيمنة الصهيونية والغربيّة على العالم أجمع ، ولعلّ هذا ما يحدث تقريباً .

لكنَّا وجدنا أيضاً تعريفاً إيجابياً استندنا عليه في مناظرتنا حتى نرجَّحَ كِفتنَا ، فقلنا أن العولمة هي : إعطاء طابع العالمية للشيء ، ومنها كسر الحواجز والحدود الجغرافيا والثقافية والاقتصادية بين دول العالم وتبادل المصالح والثقافات وإيجاد أسواق مشتركة .


هناك العديد من المقالات أخذت من العولمة جانبها الاقتصادي فقط ، حيث أنَّ العولمة في المنظور الاقتصادي لا يختلف عن النظام الرأسمالي الذي يريد إيجاد سوقٍ عالمي واحد مشترك ، وزيادة رأس مال الدول المتقدمّة على حِساب الدوَلِ النامية ، وهذا ما تشكّل عنه "صندوق النقد الدولي" ، وهناك أيضاً جانب العولمة السياسيّة والتي يُراد منها فرض سياسات عالمية مشتركة وتطبيق قوانين واتفاقيات يستفيد منها القوي على حساب الضعيف ، ولنا في "مجلس الأمن" خيرُ مثال .


الشاهد في الموضوع أنَ العولمة فعلاً ظاهرة واقعة وحققت أهدافها وبثت سمومها في العالم ، مما سبّب في انفتاح الدول الإسلامية وتأثرها بالثقافة الغربية مما أدى إلى انتشار الرذائل والفساد الخلقيّ .

لكن من الجانب الآخر فهناك إيجابيات حريٌّ بنا ذكرها وأن لا نتغافلَ عنها ، أهمها العولمة التكنولوجية التي أتاحت للعالم أجمع شبكة حاسوبية مشتركة سهلة الوصول يسهل من خلالها تبادل المصادر والمعلومات والمصالح ، وتتبعها برامج وتطبيقات سهّلت على الفرد - مهما كانت جُغرافيّته - العديد من أمور حياته ، وهذا واضح جداً .

لعلَّ أجمل مافي موضوع العولمة والذي جعلني أقف في جانب الـ (مع) هو أن ثقافتنا الإسلامية والمُستمّدة من شريعة ديننا الإسلامي الحنيف الذي هو أساساً قائم على العالميّة , وما محمدٌ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا رسولاً بُعث للعالم أجمع .

فالإسلام استفاد من العولمة في انتشاره في العالم ، فبدأً بالجزيرة العربيّة ووصولاً إلى السواحل الشرقيّة في آسيا ، التي انتشر الإسلام فيها بسبب العولمة ، متمثلاً في تبادل الثقافات وحُسن المعاملة بين التجّار المسلمين وشعوب تلك الدول .

ومع تطوّر الرُقعة الإسلامية وانتشار الفتوحات الإسلامية في أرجاء العالم ، ومروراً بالعصر الذهبيّ للحضارة الإسلامية التي بزغ منها علماء ومفكرين وفلاسفة قاموا بوضع أسس العلوم والرياضيات والطب ، واعتمدوا على بعض الترجمات الإغريقية واستمدوها من الثقافات الأخرى ، كل هذه الأمور ما كانت لتحدث لولا عالميّة الإسلام واستخدام وسيلة العولمة لتحقيق الغاية السامية المرجوّة .

وما تزال الخلافات تحوم حول العالميّة والعولمة باعتبارهُما مصطلحين مغايِرين ، وهذا الموضوع الشائك انتهى بالتعادل بين فريقي التناظر "مع" و "ضد" بحصولها على نفس العدد من النُقاط . وليس للموضوع خِتام ْ

الجمعة، 15 يوليو 2011

تــَخـيّـلْ !


كلنا نحفظ قول المولى عز وجل : {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون} ، اختلف المفسرّين في تأويل (ليعبدون) فمنهم من قال : "أي لآمرهم وأنهاهم" ، ومن قال : "ليخضعوا ويتذللوا" - وهي معنى العبادة - ، ومن قال : "التهيأة للعبادة" أي خُلقوا بأجسام وأعضاء وأوصاف تناسب العبادة ، كما يُمكن أن نقول خُلق الثور للحرث ، وخُلق الخيل للحرب وهكذا .

ولكن تأمّل معي أن تكون حياتك كُلها ، أربع وعشرين ساعة في اليوم ، سبعة أيام في الأسبوع ، اثنا عشرة شهراً في السنة ، كلها عبادة في عبادة ! ، هل يمكن ذلك ؟!

أترك لك التعليق هذه المرّة .


الخميس، 14 يوليو 2011

أحـِـبَّ الرسُول ْ


اعلم رحمِك الله أن مقياس حبّكَ للرسول صلى الله عليه وسلم ليس بغلوّه كما يفعَل الكثير من الصُوفيّة معتقدين بأنهم أحب المسلمين للرسول عليه الصلاة والسلام ; بل إن حب الحبيب المصطفى يكون بطاعته بعد طاعة الله عز وجل ، وطاعة الرسول عليه الصلاة والسلام من طاعة الله كما قال تعالى : {وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم}.

وطاعتُه تكون في الامتثال لأوامر صلى الله عليه وسلم واجتبابِ نواهيه , فهذا من الواجبات على كل مسلم ومسلمة ، وزيادة في الخير وإظهار حبك للنبي أبي القاسم هو أن تتبّعه خطوة بخطوة ، وفي كل أمورك الدنيوية من أقوال وأفعال ومُعاملات وصفات وأخلاق .

فهل تبخل على نفسك أن تكون أخاً للنبي صلى الله عليه وسلم ؟! ، نعم فقد قال عليه الصلاة والسلام فيما يرويه عنه خادمه أنس بن مالك ، قال : {قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "وددت أني لقيت إخواني" ، قال : فقال أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم : أوليس نحن إخوانك ؟ ، قال : "أنتم أصحابي ، ولكن إخواني الذين آمنوا بي ولم يروني"}.


هل أحسست بهذه المنزلة ؟ ، أن تكون أخاً لخير الخلق وأشرف من وطأت قدماه الثرى ! ، اللهم إني أسألك إيماناً صادقاً وحباً خالداً لنبيك محمداْ ، واجعلنا أن نكون ممن قال فيهم صلى الله عليه وسلم (إخوانه).

الثلاثاء، 12 يوليو 2011

يمِّـنوا , تُيـمَّـنوُا ْ

أوصى رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم بالتيمّن ، ففي حديث أمَّنا عائشة رضي الله عنها - اللهم احشرني معها - قالت : { كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجبه التيمّن في تنعلّهِ ، وترجّله ، وطهوره ، وفي شأنه كلّه }.

فهذه سُنة قدوتنا عليه الصلاة والسلام ، فاتباع أوامره واجتناب نواهيه من الأصول ، ومشابهة سننه التي يأمر بها هي من زيادة محبّته صلى الله عليه وسلم . فمن أحب النبي اتبعّه ، وليس الحب في التبرّك به بعد موته ، وطلب الشفاعة منه ، إنمّا شفاعته تكون بإذن الله تعالى وفي يوم المحشرْ .


فالتيّمن هو البدء باليمين ، فأحبَّ بدء لبسه النعال بالفردة اليُمنى ، وترجّله أي تسريح شعره وتحسينه فيبدأ بالشق الأيمن من الرأس ، وهكذا في شأنه كله ، بأبي هو وأمي عليه الصلاة والسلام .


لا شكَّ أن بعض العادات يسهُل تغييرها ، وما هذه الأمور بالعظيمة أو المُجهِدة ، بل هي أمورٌ بسيطة واعتيادية - روتينيّة - ، فاتبعوه في شأنكم كلّه بغية الثواب ، وإظهاراً لحبّه في قلوبكم .


وإن شاء الله لنا تكملة في تدوينات أخرى عن مشابهة رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم .


{مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً} - الفتح (29) .


 http://www.rasoulallah.net/

الاثنين، 11 يوليو 2011

مـُــفـَــارقــَــات ْ (2)


1.

خرج من المُجمّع التجاريّ مع أصحابه منتشياً بالفلم الذي شاهده ، أخذوا يدخنّون قليلاً ويتحادثون ، ثم مضُوا يلعبُون الورق في مجلس صديق ، ثمَ أذّن الفجر ; فلبَّ ، وقد أفلحْ .



2.
شخصيّة قياديّة ، مُخطّط جيد لحياته ، أهدافه طموحة ، مجدٌّ في عمله . أينَ حِفظ القرآن من أهدافك ؟! ، ما أفلحْ .


3.
صاحب أصدقاءَ سوءٍ ، جرّب فدخّن ثم أدمنَ ، أحرقَ مالهُ فبذرْ ، وإذا كبُر أهلكتهُ الأمراضْ ; فأخذ يُعالجُ نفسه مما كسبت يداهُ في عمرِه ، فما أفلحْ .

4.
بارُّ لوالديه ، خيّرٌ لأهله ، تزوّج تلك الجميلةْ ، ففاضلها على أمّه ، فلم ترضَ عليه ، فحقَّ عليه القول ، فما أفلحْ .


5.

خرج مع زوجته وهي بكامل زينتها ، لسانُ حالِه يقول : "انظروا ! لدي امرأة جميلة" ! ، وآخر سترت زوجته نفسها بسواد في سواد تثير اشمئزاز الناظرين . قد أفلحت! .



6.
منهم من يجري ليكون لائقاً ومنهم من يمشي مسرعاً ليقتل دهُون جسمه المُثقِلة ، وآخر يجلس يستنشق سُماً ويزفِرُ مرضاً ، وآخر يأكل ويشرب ثم يُغادر ولا يكترث لما خلّفه من فضلات ، يقول إنني وسِخْ . من أفلح ؟ .

الجمعة، 8 يوليو 2011

مـُــفـَــارقــَــات ْ



1.
 

على الشرفة ، يُداعب النسيم خِصلات شعرهَا ، تجلس محدّقة ببحيرة قصرها ، يخرج ضفدعٌ  .. فتتخيله فارس أحلامها !.


2.
يملؤه الحقد الدفين ، يناظر المرآة السحريّة ويسألها : "من أقبح مخلوقات الأرض؟" ، فتريه المرآة صورتُه هو ! . لا تظنًّ أنك أفضل من (شرشبيل) ، فإن المرآة لا تُخطئ أبداً.

3.
لا ينفكُّ يذكر إنجازاته وبطولاته ، وكيف أنه فعل كذا وكذا وتميّز في هذا وذاك ، وحين يُنجزُ أحدهم ويُصبح بطلاً تراه يقدحُ فيه ويُسهِبْ ويجلعه لاشيء . ألا إنه هو اللاشيءْ !. تذكّر كلما نفخت في البالون أكثر ، سُرعان ما ينفجُر بكَ.

4.
أديبٌ لامعٌ ، شهد له القاصي والدّاني برقيّ كلمه وبداعة حرفِه ، ثم بعدها (صدّق روحه) وتجرّأ على مجاراة القرآنْ ! ، حُبط عملكْ.

5.
أمتع الجمهور بصوته الشجيّ ، وصله صداه مشارق الأرض وطربت لها الآذان ، ترك هذا كلّه والتجأ إلى الرحمن! .

6.
ديّنة خلوقة ، أطاعت ربّها وصانت فرجها وشَرُف بها أهلها ، وحين تزوّجت ، أطاعت زوجها وهجرَتْ أهلها ودخلت نار ربّها! .

7.
اجتهد وكافحْ ، درس ونجحْ ، تعلّم وبلغ أعلى المناصِبْ ، تزوّج حسناءً جميلة ، كثـُر مالهُ وولدهُ ، ولا يُتقن تلاوة قرآنٍ .

.
.

من هو الأنموذج المشرِّف ؟!


الخميس، 7 يوليو 2011

الصِّـراطَ المُسـتـقيـمْ

يقول المسلم : "اهدنا الصراط المستقيم" في يومه إن أدّى فرائضه المكتوبة خمسة عشرَ مرّة .


ليَسأل الواحد منّا نفسه ، ما هو الصراط المستقيم ؟! ، إذا كنتَ تعرفه ، فهل قررّت السير فيه ؟ ، إذا لم تقرر بعد فكيف سيستجيب لك الله دعوتكَ هذه التي تكررّها عشرات المرة كل يوم ؟.


لا شك أن الله لم يخلق العباد عبثاً ، بل خلقهم لعبادته ، وأنزل لهم الرسل تتراً ، وآخر المرسلين هو محمداً حبيبنا صلى الله عليه وسلم ، ولا شكّ أن النهج الذي سار عليه رسولنا الكريم هو خير النهج واتباعه هو السير في صراط الله المستقيم .


فهل نحن نتبّع رسولنا ونسير على خُطاه ؟ .


يا مُكثراً بالمعاصي ليل نهار .. وتقول إن لي رباً غفار .. 

فكما أن الله غفور رحيم ،، ألا إن عذابه عذاب أليم .


نعم ، دائماً ما يُحقّر الصالحين أعمالهم ويخشون عذاب الله ، وأما العاصين فيتكبرون بحسناتهم !


رُويَ أن واحداً من الصحابة جاء إلى أمه عائشة يسألها 

{
- متى يكون المرء تقياً ؟ .

- قالت عندما يعرف أنه مُخطئ .


قال : ومتى يعرف أنه مُخطئ ؟ .

- قالت : عندما يظنّ أنه تقيّ .

}

قلّة العزيمة والإرادة هي التي تعيق إنابة العبد لربّه ، فالبعض يعصي ويُذنب ، وتقول له متى تتوب عن هذه الأفعال ؟ ، فيحدد التوبة عند الزواج أو عندما يحج .. وهكذا .


والله تعالى يقول : {سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والأرض} سورة الحديد .


فيجب أن تكون هناك مبادرة قوية وسريعة للإنابة إلى الله ، فالله يحّب لعبادة المسابقة إلى الخيرات والمغفرات بإذنه .


فيا عبدَالله ، لمَ الانتظاْر ؟ 


(إذا كنت تقرأ هذا ، صلّ على نبي الله ما تيسّر ، وقم صلّ ركعتين لوجه الله ولا تختلق الأعذار ، وابدئ صفحة جديد في حياتِك ، وكن مع الله ، فما أجمل الحياة مع الله !؟)









اللهم اهدنا إلى صراط المستقيم ،،
اللهم احشرنا مع نبيك الكريم ،،
اللهم اغفرلنا وارحمنا يا رحيم ،،
(آمين) .

الأحد، 3 يوليو 2011

التـَغيـيرْ


يقولون : الخوف من الفشل هو الفشل بعينه .

لأن الخوف من الفشل يعني أنك لن تقدم على أي مغامرة أو تحدي جديد بحجة أنك من الممكن أن تفشل ، لمَ تنسى بأنك يمكن أن تنجح أيضاً ؟ .

ليس الفشل من يخطئ ، فكل بني آدم خطّاء ، فإذا قدِمت على أمرٍ ولم تنجح فيه فليست هذه هي نهاية المطاف ، فالتعلم من أخطائك هو سلّم النجاح ، وكل عثرة تعيق طريقك ابني بها صرحاً لتعلوْ .


يقولون : أفضل طريقة للتعلم هي التجربة ، ويقولون : التجربة خير برهان .

فالعلم بلا تطبيق لا يُجدي ، وسيذهب أدراج الرياح في ذاكرة النسيانْ ، سارِع في تطبيق ما تتعلمّه وإن كان شيئاً صغيراً .


برمج نفسك على قول "نعم".
يقولون بأن الإنسان وحسب فطرته وتربيته يعتاد على كلمة "لا" ، فمنذ طفولته وهو يسمع أمه تقول له : "لا تفعل هذا ، لا تقترب من هذا" ولا ولا ولا . فيـَـصعبُ عليه بعد ذلك أن يقول نعم .



قول نعم يجعلك تتعلم أكثر ، وتنجح أكثر ، فأي تحدي جديد يُوكل إليك فبادر بقول نعم ، أستطيع فعل هذا .
إذا أعطاك رئيسك في العمل مهمة معيّنة ، فبادر بقبولها لتصبح شخصاً أكثر إيجابية ، وتصبح مطلوباً أكثر ، ولتعْلم أن نعم يُضاف إلى رصيد نجاحك .


يقولون : فكر لخمسة ثواني قبل قول لا ، وفكّر لثانية واحد قبل قول نعم .