الثلاثاء، 16 يونيو 2015

ماذا بعد #دوحة_لايف

جميل أن تظهر قصة الدوحة في سلسلة سناب شات الحية لملايين الناس من كافة أنحاء العالم بتلك الصورة التي أعجبت الكثيرين، ووصلت صداها إلينا من العديد من الحسابات الأجنبية وأيضًا الخليجية، وكلنا جلسنا نترقب وننتظر ظهور القصة في صباح يوم ١٥ يونيو ٢٠١٥ حتى ظهرت أخيرًا في التاسعة صباحًا، وكم كانت البداية قوية وجميلة.

قطر تنجح، وشعبها ينجح أيضًا في خلق الصورة الإعلامية المُشرّفة ومن دون تخطيط مُسبق ولا عقد لجان واجتماعات، العفوية التي ظهرت بها المقاطع مع عكس الثقافة الخليجية والهوية الإسلامية تُثلج الصدور، بأنه ما يزال هناك الخير الكثير في قلوب الناس، وإن كانت الفئة التي نراها غالبًا في الشوارع والتجمعات لا تعكس ذلك الشيء، لكن لنا بحكم الظاهر وبرؤية الجميل.


ماذا بعد #دوحة_لايف؟، على الجانب المقابل وفي منصة تويتر تحديدًا، لم يسلم المُشاركين الذي أصبحوا معروفين لدى ملايين الناس من التجريح، ولا أقول الانتقاد أبدًا، لماذا الحديث (الغيبة) عن الأشخاص وجعلها فاكهة الحديث في كل مجلس وفي كل #هاشتاق!.

فتاة تظهر محتشمة وتبين للعالم اللباس القطري من دون بهرجة أو زلة، ولكنها لا تسلم من التجريح، والعديد من الفتيات اللاتي يُشاهدن يوميًا يرتدين أقبح العبايات المزينة والملونة، ولا أحد يقول لهن شيئًا، لم هذا التناقض العجيب؟ أم نقول العنصرية المقيتة!.

نعم أظهرنا للعالم جمال دوحتنا، وظهرت جنسيات مختلفة تشترك في حب قطر والعمل من أجل بنائها وتطورها، لكن ذلك القطري لا يقبل أن يظهر (الأجنبي) الذي هو مخلوق من نفس التراب، ويتحدث بنفس اللسان، ويصلي نفس الصلاة، ويعمل في نفس البلد، وربما بإخلاص وتفانٍ أكثر من ذلك القطري بمراحل، إلا أنه لا يقبل أن يظهر ذلك الأجنبي ليتحدث عن قطر.. مرة أخرى تناقض وعنصرية مقيتة.

لا يهم كثيرًا كيف يشعر العالم، إن كانت مشاعرنا وتصرفاتنا التي نبديها عكس معتقداتنا وتوجهاتنا، هذا التناقض السلوكي-الاعتقادي سيكون عائقًا لا محالة أمام كل تطور وبناء، أمام كل نجاح وسماء، أمام كل إنسانية وإسلامية. 

لنرتقِ، هي الرسالة التي يجب أن نوصلها لأنفسنا قبل أي شخص آخر، أن نتقبل الآخر، ونعلم أننا لا نفضُل عنه بأي شيء لا عند الناس ولا عند رب الناس، أن تعلم أن الأوراق التي تقول (قطري) لن تدخلك الجنة، وليست أفضلية إلا في عقلك الذي يحتاج لعناية مركزة.

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق