السبت، 17 مايو 2014

التــحَـيْــون ْ

 يصحُّ لنا القول بادئَ ذي بدء، أن كل ما يحيا على وجهِ هذه البسيطة، أو يُحلّق في سمائها، أو يغوص في أعماقِ محيطاتها، أو يتسيّد بلادًا من بُلدانها، هو حيوانٌ اسمًا ورسمًا.

لعلّ داروين كان مُحقًا في النهاية، وأن أتباعهُ تفاهموا نظريته على وجه أحقرُ من الحيونةِ نفسها، فكل ما سبقَ ذكره يحيا ويموت، فهو حيوان. وعلى سبيل التفلسف، فكل معلم عظيم يسود أتباعٌ حمقى من تلامذته مفاهيمَ خاطئة، ثم تُصبح هي مدرسته، وهو بريء منها، كبراءة السيد ولد الشغال من قتل الرقّاصة التي تبلسُ من غير هدوم.