الجمعة، 7 أكتوبر 2016

حُريّتي المزعومـة ْ

حسنًا، تستطيع أن تبقى نائمًا عند السادسة صباحًا، لا تغادر مضجعك، لست مجبرًا على فعل شيء كما يفعل غيرك.
أن تبقى ليلًا ساهرًا من غير أن تفكر قلقًا كيف ستستيقظ في الصباح، أن تستيقظ وقتما تشاء ثم تتناول الغداء، ماذا تفعل بعدها؟ ليس علكي مادة صعبة الفهم لتذاكرها، وليس عليك أن تحل مسألة غثيثة وتسلمها في موعد محدد.

لا لن تقلق أيضًا أن يكون لديك اختبارًا مفاجئًا! أو بعد أسبوعين.

ولست مثل أولئك الذين يجب عليهم الاستيقاظ والوصول يوميًا إلى مكان عملهم، ليضعوا بصمتهم - ليس في المجتمع - بل في جهاز الحضور القسري، تضع بصمتك وتشعر بالإنجاز لحظيًا، تفكر بعدها هل تبدأ بالعمل فعليًا أم ترجع للنوم؟.
ليس عليك أن تتناول قهوة الصباح - أو الكرك -، ولا كوب تشينو الظهيرة.
أن تجامل مديرك الذي يشغل سمعك بالترهات ويظن أنه أفهم منك ويجب أن تتعلم منه دروسًا كلما لبيت نداء الاجتماع معه. ليس عليك أن تجامل زملاء العمل، ولا أن تحادث القسم المعني في الموضوع الوارد أعلاه.

ستكون بلا واجبات، حرًا ولكن ليس على المطلق.ستشعر أنك على قاربك الخاص تجدف وحيدًا في عمق محيطٍ لا نهاية له. كما كان (باي)، لكن لا رفيق وإن كان نمرًا متوحشًا.
 نعم تستطيع الاسترخاء دائمًا، أن تتأمل الشروق والغروب وتسمع تلاطم الأمواج، وأصوات الطيور المهاجرة، ولكنك ستبقى وحيدًا جدًا، في محيط عميق ولكنك على سطحه. لا تستطيع الوصول لمكان ما؛ لأنه ليس لديك وجهة!. ما الذي تستطيع فعله بحريتك المزعومة؟

استمتع بها آنيًا ودع الآخرين يستخرون منك، لأنهم على غرار حريتك، يعرفون ماذا يفعلون، وكيف يكون لهم جزءًا في دائرة المجتمع المفرغة.
على الأقل يفعلون شيئًا يُرضي الآخرين، ولا يعرضهم لا للغيرة والغبطة، ولا للسخرية والإهمال.
وعن دائرة المجتمع، لي حكاية أخرى..

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق