الجمعة، 9 ديسمبر 2011

خسوف ْ / كسوف ْ


ظواهر الخسوف والكسوف ليست طبيعية ، وليست للمطالعة والاستئناس بها.
إذا علمت أن من أهوال يوم القيامة : بروق البصر ، وخسوف القمر ، واجتماع الشمس والقمر. 

فحرّي بك أن تفزع وتلجأ إلى الله ، فتبادر إلى ذكره ، والصلاة ، والتوبة.

حدث في عهد رسولنا - صلى الله عليه وسلم - كسوف جزئي للشمس ، فماذا فعل ؟
خرج فزعاً ، يجر رداءه ، جمع الناس للصلاة ، لجأ إلى ربّه فصلّى .

قال تعالى : { وما نرسل بالآيات إلا تخويفا } آية ٥٩ - سورة الإسراء.
ثم خطب عليه الصلاة والسلام خطبة بليغة جاء فيها :

"إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله ، لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته ، فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله وكبروا وصلوا وتصدقوا ، يا أمة محمد والله ما من أحد أغير من الله أن يزني عبده أو أن تزني أَمَته ، يا أمة محمد لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً، ولبكيتم كثيراً".

فبادر يا رعاك الله إلى استغلال هذه الآية في الرجوع إلى الله والاستغفار والتوبة من ذنوبك ، واعلم أن الله غفور رحيم ويقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيّئات.
{ والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلاً عظيماً } آية ٢٧ - سورة النساء.





الخميس، 1 ديسمبر 2011

الحُبُّ حلال ْ


يجب في البداية أن نفرّق تماماً بين الحب السامّي وهو خير الحب المتمثل في حبُّ الله جلّ وعلا ، وحب رسوله المصطفى - صلى الله عليه وسلم - ، وأخيراً حب الوالدين ومن ربىَ.

قال تعالى : { زُيِّن للنّاس حبُّ الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومّة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا }. الآية ١٤ - سورة آل عمران.

فكلمة الحب تسمعها الآذان بكثرة في هذه الأيام ، ويتداولها الكثير بشكلها الخاطئ تماماً وهم فخورون بذلك. - الله يهديهم -.

حب الذكر للأنثى والعكس هو ما سأعرج عليه اختصاراً ..

بعض الناس يقف موقف المتشدد والكاره للحب بين الطرفين ، والبعض الآخر يتساهل في ذلك كثيراً ويبيحه بشكل يتعدّى مفهومه البسيط والطاهر.

ذلك لأنه لم يعرف البعض سوى حب الأجساد ، وعرف الآخر - وهم قليل - حبّ الأرواح.

فحب الأجساد مفروغ منه وهو لا يتعدّى حيوانيّة الإنسان، أما حب الأرواح فهو فطرة جٍُبلٍَِِ عليها الخلق .

الأرواح مجنّدة ، منها ما ائتلف ومنها ما اختلف ، فلا مانع من الحب بين المتضادّين فهي فطرة وهو إحساس وهي مشاعر ليس لنا تحكّم بها.

ولكنّ لنا التحكم فيما بعد ذلك من خطوات ، فيختلف فريقان :- 
- فريق أغواه الشيطان ، فسلك طريقه واتبع خطواته شيئاً فشيئاً حتى ندم وتألّم.
- وفريق اعتزّ بذا الحبِّ فحفظه بقلبه ولم يكشف عنه ، أو إنّه سلك طريق الجنّة ووصل إلى غايته من المودة والرحمة في التزاوج.

فينبغي للمتحابّين تربية حبُّهما في مكانه الصحيح وهو الزواج حتى ينمو ويكثر ويورث للأبناء.
فمن لم يستطع فليشغل قلبه بحب الله وحب رسوله ، حتى لا يقع في الحرام.