الأربعاء، 2 مارس 2016

هل يستطيع الروبوت فعلًا أن يحل مكان الإنسان في المستقبل؟


وصلني هذا التساؤل في تويتر من أحد الأخوة الأعزاء، ردًا على سؤالي للكتابة في موضوع فلسفي/فكري. وها أنذا سأبدأ بالكتابة عنه.

في الحقيقة أن الرد على هذا السؤال الذي يبدو بسيطًا في ظاهره، ويستطيع أي شخص أن يُجيب بكل عفوية لا أبدًا، أو بكل تسرع إي نعم إن كان عقله متشبعًا بأفلامٍ خيالية غير علمية مما تبثها سينما الهوليوود الخبيثة.


عند المقارنة بين الروبوت والإنسان، يجب أن نُعرّف كلًا منهما، ونبين ما الذي يُميّز الأول والثاني، ومن الذي يستطيع التحكم في الآخر فعلًا.

أستطيع الاختصار وأبيّن الفرق مجازًا بأن المقارنة بين الإنسان والروبوت كالمقارنة بين الإله والإنسان. وهل يستطيع الإنسان أن يُسيطر على الإله أو يحل محله؟!. 

أما تفصيلًا، فقد بينت في تدوينات سابقة بحديث مقتضب مبني على اطلاعي المتواضع في موضوعات العقيدة والفكر والعقل، وبينت كثيرًا كيف أن الإنسان يفرُق عن الحيوان بالتفكير والعقل، وأعيد فأقول أن الإنسان هو أعقد المخلوقات على الإطلاق، وهو أعظمها وأشرفها حيث أن خير الخلق إجمالًا محمدٌ صلى الله عليه وسلم. 

والإنسان مُميّز بالعقل والتفكّر، بالتخيير في أفعاله بين الخير والشر، بين أفعل أو لا أفعل، الإنسان بملكته وروحه يستطيع الخيال، ويُنتج الفن، ويُقيم العلاقات الاجتماعية والروابط ويستطيع التخاطب بلغات مختلفة مفهومة، وجميع هذه الأمور هي خصائص فريدة ذاتية في الإنسان، أوجدها الخالق عز وجل، وحمّل الإنسان الأمانة التي أبت حملها السماوات والأرض والجبال وحملها الإنسان.

الروبوت، هو آلة، مكون من مادة جسمية صلبة وهي الجسم، ومادة غير ملموسة وهي البرنامج التشغيلي، وتحتوي على مستشعرات سمعية وبصرية وضوئية تدخل وتُعالج ثم تُنفذ عبر أداء حركة أو عملية إخراجية قد تكون صوتية أو ضوئية أو مجموعة من الحركات المعقدة.

الروبوت من صُنع الإنسان، وهو يُبرمج ليُنفذ البرنامج الذي يحتويه كالعبد المأمور، ولا يختلف ذلك عن الكمبيوتر الشخصي كثيرًا إلا في أنه لديه مخرجات ومُدخلات أكثر تعقيدًا صُممت لأداء وظائف أكثر أهمية وتعقيدًا. ويجدر القول أن الروبوت يُستخدم بديلًا عن الإنسان فعلًا في مهمات كثيرة في الصناعة، مثل أداء المهام الروتينية المملة، أو أداء المهمات المعقدة التي تُشكل خطرًا كبيرًا على الإنسان، وقد وصل العلم الآن إلى اختراع أذرع روبوتية تقوم بعمليات طبية دقيقة جدًا وبأكثر فعالية من الإنسان.

نعم لقد حل الروبوت مكان الإنسان في العديد من الأماكن، لكن الروبوت لا يستطيع التفوق على الإنسان أبدًا لأنه من صُنعه وإمكانياته محدودة جدًا مقارنة بإمكانيات الإنسان العظيمة. لكن هُناك إشكالًا يستحق الطرح:
هل يستطيع روبوت معين أن يتفوق على إنسان معين في مجال معين؟

الإجابة عن هذا السؤال هو بكل تأكيد نعم، لأن علم شخص معين في صناعة معينة إذا نُقل إلى الروبوت ببرنامج فيستطيع الروبوت أن يتفوق على شخص آخر ليست لدي علم بهذه الصناعة المعينة. 

والطرح الذي نراه في أفلام الخيال العلمي الشريرة في سيطرة الروبوتات علي العالم البشري فيكون مدخله كالتالى:
أن يُقوم مجموعة من العلماء بمحاولة صناعة أذكى روبوتًا على الإطلاق، فتُجمع جميع الذكاءات لمجموعة من العلماء في تخصصات مختلفة وتوُضع في ذاكرة مركزية وتُصمم لها خوارزميات تُطبق تلك المعرفة في مختلف الحالات التي تعترضها. 

فينشأ عن ذلك روبوتًا أو مجموعة من الروبوتات تستند على ىتلك الذاكرة والخوارزميات المركزية فتكون جيشًا من الروبوتات فائقة الذكاء، تستطيع التغلب على ذكاء كل بشري على حده. 

ونرجع للمحور الأهم، هل ستتمرد الروبوتات الذكية وإن امتلكت جميع ذكاءات البشر، هل تتمرد على البشرية وتتحكم بهم؟

أترك الإجابة للقارئ الكريم. 

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق