الاثنين، 8 فبراير 2016

تولّـدْ الأفكـار ْ

عندما أخلو بنفسي، وكثيرة هي خلواتي. تجول في عقلي ألف ألف فكرة، أحاول جاهدًا بالساعات ترتيبها والخلاص بشيء أستطيع تنفيذه أو حتى استلاله كتابيًا. عملية تولّد الأفكار مُعقدة بلا شك ومن حيث لا تشعر. إنني أقولها حقيقة لا مجازًا، حقيقة الأفكار تتولد من اللاشعور، ومعظم الأفكار هي بداخلنا مكبوتة في اللاشعور، وقليل منها لحسن الحظ ينتقل من عالم اللاشعور إلى الشعور، وعندها ندرك أن لدينا فكرة تتحرك يمُنى ويُسرى، ألا ترى أنك عندما تحلم ويكون الحلم صاخبًا جدًا، وبمجرد استيقاظك لا تعود تتذكر إلا شذرات بسيطة من الحلم؟ مع أن الحلم وأنت تحلم كُنت تظن أنه يُحكى في ساعات.

 الأحلام حقيقة - أو حلمًا - هي جنة الأفكار، ومنفذها الأوسع للوصول لللاشعور، ولكن وبما أن الحلو لا يكتمل، فالأفكار اللاشعورية لا تصل سليمة معافاة، ولكنها تُحرّف وربما تتغطى برموز أخرى تعبر عنها وبشكل مغاير عما هو عليه، وذلك لأن عالم اللاشعور سجن، والحارس دائمًا مستيقظ ويقوم بوظيفته، ولكنه أثناء الحلم يضعف قليلًا فتختلس تلك الأفكار التي تتوق للتعبير عنها، وتبرز في هيئة رموز حلمية. وكما قلت سابقًا فإن تلك الرموز لا تكون واضحة كما هي عليه فعلًا ولكنها ترتدي عباءة الإخفاء حتى تُخادع حارس الحلم.

لنعود إلى الأفكار الشعورية، فبعد أن تنال حريتها، ويمكن أن ندركها فعلًا، إلا أن الأفكار لا تكون مترابطة ومفهومة، ومشكلتي أنني أفكر بألف فكرة في نفس الوقت، ولا أعلم كيف أفكك فكرة واحدة على حدة كي تنال حقها من التمحيص والإخراج أو التنفيذ. وأقصد بالتنفيذ على الأقل استخراجها من عقلي وخطّها على ورقة، أو في مذكرة الجوال حيث أني لا أحبذ استخدام الورق، استخدام الورق يُؤلم الأشجار التي هي أم الطبيعة.

هُناك أنواع عديدة من الناس، ولكن حسب التفكير، هناك نوع يُفكر ونوع لا يُفكر، والذي يفكر هناك نوع مُنفّذ وهناك نوع حالم يدع كل فكرة تتبلور كما تريد هي ثم تخرج حيث يُحاك القدر. وهذا أنا.


ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق