الأحد، 5 أبريل 2015

مرحلـة ستفنـى ْ

لو استطعت تقسيم عُمري شقين، لقسِمته لما قبل الجامعة وما بعدها، وأثناءها، لقد راوغت نفسي!، لأنني كما يعرفني القريب والبعيد لم أعش مرحلة في حياتي أطول من هذه التي أعيشها طالبًا في جامعة قطر، منذ التحاقي بها في سبتمبر ٢٠٠٨ وإلى يونيو ٢٠١٥ بإذن الله، فهذه ستة سنوات وتسعة أشهر، أعيش أيامي الدراسية على غير رتابة، فالأمر يختلف في مراحل التعليم المدرسي حيث الرتابة والتعذيب الصباحي روتين مُلزم.


لعل الأغلب يعيرني مشاعره المُشفقة على ضياع كل هذه السنين الحياتية، بينما الآخرون ينهون هذه المرحلة سريعًا في أربعة سنوات أو تقل أو تزيد قليلًا، "فماذا تفعل أنت يا عبدالله كل هذه السنوات التي تُقارب السبع؟ أليست مضيعة لعمرك الطَموح؟".
أجيب لا، ولم تكن أبدًا، فهي تسير كما يريدها ربّي تمامًا، وأنا أستمتع بكل لحظة فيها، "وهل تستمتع بجامعة القهر كما تُسمى وبالمقررات الغثيثة والدكاترة الذي يظلمون وهم مرتاحي الضمير؟"، أجيب لا، المتعة لا تأتي في تلك اللحظات أبدًا، ولكنها بالثمرات والفوائد التي أستخلصها من كل تجربة مهما زاد ألمُها ومرارة جرعاتها، وإني لأومن صدقَ الإيمان، أنّ حاضرًا بلا ألم، يعني مُستقبلًا بلا أمل!، الإنسان مخلوق من صلصال من حمأٍ مسنون، وإنه ليكتسب من صفاتهِ الكثير، فهو في صغيره غظ طري، يتشكل كما يريد صانعه ومُربّيه، ثم يمر مرحلة متقلبة إما أن تُصلبه أو تكسُره، وإذا ثبت وتحمّل سيستطيع بإذن الله مجابهة الضغوط القاسية والآلام التي لن تزيده إلا عزمًا وشدّة.

ثم ماذا بعد فناء هذه المرحلة إلى الأبد؟ على ماذا سأقدم، وما الذي سينتظرني، لم أخططّ أبدًا ولن، وهذه عادتي؛ وهي ليست كسلًا أو تواكلًا بقدر ما إنني سأقبل بكل الفرص التي ستتاح لي ولن أقيدني بخطة أ و ب. لكن هناك أولويات يجب أخذها في الحسبان، وحتى هذه لم أرتبها، فهي حيث تتيسر لي. سأواصل الأخذ من الحياة كيفما قدرت، ولن أتوانى عن الإعطاء ما استطعت، وإني لأتمنى كثيرًا، ولا أتمنى سوى أن الأماني تتحقق! إن كان في ذلك خير.



ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق