‏إظهار الرسائل ذات التسميات محمد رسول الله. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات محمد رسول الله. إظهار كافة الرسائل

الأربعاء، 21 يناير 2015

موقُف المسلم من الاستهزاء ْ

يُسيء الجاهلون فهم الأحداث برؤية صحيحة لأنهم مغلوبون على جهلهم، الجهل كما أقول دائمًا ليس جُرمًا ففي الإسلام يُعذر المسلم بجهله في كثير من الأعمال، لكن العلم بالجهل هو الطامّة الكُبرى، أن يبقى المرء أسيرًا لجهله وهو يظن وُيفاخر ويُكابر بجهله أيضًا فهذا والله أمرٌ عجَبٌ والأمرّ أنه واسع الانتشار.

الأحد، 9 ديسمبر 2012

الفضول في أواخر حياة الرسول صلى الله عليه وسلم


مقدمة :

بعد نجاح دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم وتوحيد الشعوب المتباعدة في شبه الجزيرة العربية وإخراج العباد من عبادة العباد إلى عبادة الله عز وجل وحده , وبعد تخليص روح البشر من الوهم والخرافة , والعبودية والرق , والقذارة والانحلال , وتخليص المجتمع الإسلامي من الظلم والطغيان والتفكك والانهيار , وتمت الدعوة وبُلَغت الرسالة وبُني مجتمع على أساس إثبات الألوهية , بدأت طلائع توديع رسول الله صلى الله عليه وسلم الحياة والأحياء تظهر في أفعاله وأقواله , حيث أنه اعتكف في رمضان من سنة 10 هـ عشرون يوماً بينما كان لا يعتكف إلا عشراً , وتدارسه جبريل القرآن مرتين , وأنزلت عليه سورة النصر في أوسط أيام التشريق , فعرف أنه نعيت إليه نفسه.

فصل :

في أوائل شهر صفر من سنة 11 هـ , خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى أحد , فصلى على الشهداء , وخرج ليلة في منتصف صفر إلى البقيع فاستغفر لهم وقال : "ليهن عليكم ما أصبحتم فيه بما أصبح الناس فيه , أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم يتبع آخرها أولها , الآخرة شر من الأولى" صحيح البخاري .

في التاسع والعشرين من شهر صفر عام 11 هـ وبعد عودته صلى الله عليه وسلم من جنازة بالبقيع , بدأت علامات المرض تظهر عليه فاتقدت حرارته وأخذ الصداع رأسه .

ثقل المرض برسول الله صلى الله عليه وسلم فاستأذن نسائه ليُمرض في بيت عائشة رضي الله عنها فأذنًّ له , فكانت عائشة تقرأ المعوذات والأدعية التي حفظتها من النبي وتنفث في يده وتمسح بيده على جسده طلباً بالبركة .

اشتدت عليه حرارة العلة في بدنه الشريفة وذلك قبل خمسة أيام من وفاته , فصبوا عليه الماء صباً , حتى أحس بخفة فقام إلى المسجد حتى جلس على المنبر وخطب بالناس وعرّض نفسه للقصاص قائلاً : "من كنت جلدت له ظهراً فهذا ظهري فليستقد منه , ومن كنت شتمت له عرضاً فهذا عرضي فليسقد منه" – وحاشاه صلى الله عليه وسلم من ذلك - .

وبعد ما صلى الظهر صعد المنبر وخطب في الناس واستوصى بالأنصار خيراً ثم قال مقولته الشهيرة : "إن عبداً خيره الله أن يؤتيه من زهرة الدنيا ما شاء وبين ما عنده فاختار ما عنده" , فبكى أبو بكر الصديق رضي الله عنه وقال "فديناك بآبائنا وأمهاتنا" , فعجب له الناس وقالوا ما باله يقول الرسول إن عبداً خيره الله بكذا ويقول فديناك بآبائنا ! , حتى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لو كنت متخذاً خليلاً غير ربي , لاتخذت أبا بكر خليلاً , ولكن أخوة الإسلام ومودته" , وأمر بإغلاق جميع الأبواب المؤدية للمسجد إلا باب أبي بكر تشريفاً له .

في يوم الخميس من ربيع الأول , زاد ثقل المرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم , وكان عليه السلام يصلي بالناس جميع صلواته إلى هذا اليوم , فلم يستطع الخروج لصلاة العشاء , فأمر أبا بكر ليصلى بالناس .

قبل الوفاة بيوم أو يومين وجد النبي في نفسه خفة فخرج بين رجلين لصلاة الظهر وأبو بكر يصلي بالناس , فأراد أبو بكر أن يتأخر فأومأ إليه أن لا يتأخر وقال : " أجلساني إلى جنبه " فكان أبو بكر على يمين النبي يقتدي بصلاته ويسمع الناس التكبير , أي تحول من إمام إلى مأموم ويستدل بهذا الحديث في هذا التحول .

في آخر يوم من حياته صلى الله عليه وسلم وبينما المسلمين يصلون الفجر خلف أبا بكر , كشف النبي صلى الله عليه وسلم ستر حجرة عائشة فنظر إلى المسلمين في صفوفهم وتبسم يضحك , وظن الناس أن الرسول سيخرج للصلاة بهم فنكص أبو بكر لكن الرسول أشار إليهم أن أتموا صلاتكم وأرخى الستر .

وكانت صلاة الفجر في يوم الاثنين هذه آخر صلاة في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم , فلما اشتد الضحى ذاك اليوم زاد ثقل المرض وكان نبي الله يحتضر وهو في بيت عائشة وفي يوم عائشة وبين سحر عائشة ونحرها , ويستاك كأحسن ما استاك بسوالكٍ لينته له عائشة أم المؤمنين بريقها , وكان بين يدي الرسول عليه السلام ركوة من ماء فجعل يدخل يديه فيها ويسمح بها وجهه ويقول : "لا إله إلا الله , إن للموت سكرات" .

وبعد فراغه من السواك , رفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده أو إصبعه وشخّص بصره نحو السقف , وتحركت شفتاه فأصغت له عائشة " مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين , اللهم اغفر لي وارحمني وألحقني بالرفيق الأعلى , اللهم الرفيق الأعلى اللهم الرفيق الأعلى اللهم الرفيق الأعلى " ومالت يده وانتقل إلى جوار ربّه 

ختم :

لعلّنا في ختامِ هذه الرسالة أن نكون وُفّقنا في نقل جزء يسير من سيرة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم الصادق الأمين , المبعوث رحمةً للعالمين .
ولعّل القارئ يستدرك عِظَم ما ختم نبي الله – عليه السلام – رسالته الدعوية وخطبه البلاغية , فقد أوصى – صلى الله عليه وسلم – شديد الوصاية بالنساء , والرفق بهم ووصفهم بالقوارير ; وهذا تشبيه عظيم بليغ يبين أن المرأة وإن أظهرت القوة والشدّة في بعض الأعمال إلا أنها من الداخل خفيفة وضعيفة وتحتاج لتقويم الرجل , وبقوامة الرجل وعظم دور المرأة في المجتمع وتربية الأبناء يتحقق بناء أسرة صلبة في المجتمع , قائمة على اتباع سنن النبي – صلى الله عليه وسلم – في معاملاته الأسريّة , وقوة الرابط بين الرجل والمرأة حيث أن الرسول – عليه السلام – توفي وهو على صدر عائشة أم المؤمنين – رضي الله عنها - , وفي السيرة النبوية عبر وحكم لمن يعتبر , ولكل عقل متدبّر , فصلى الله علي خاتم النبيين , وسيد المرسلين , والحمدلله رب العالمين .


"عبدالله العمادي - ١٢/٣/٢٠١١

الخميس، 14 يوليو 2011

أحـِـبَّ الرسُول ْ


اعلم رحمِك الله أن مقياس حبّكَ للرسول صلى الله عليه وسلم ليس بغلوّه كما يفعَل الكثير من الصُوفيّة معتقدين بأنهم أحب المسلمين للرسول عليه الصلاة والسلام ; بل إن حب الحبيب المصطفى يكون بطاعته بعد طاعة الله عز وجل ، وطاعة الرسول عليه الصلاة والسلام من طاعة الله كما قال تعالى : {وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم}.

وطاعتُه تكون في الامتثال لأوامر صلى الله عليه وسلم واجتبابِ نواهيه , فهذا من الواجبات على كل مسلم ومسلمة ، وزيادة في الخير وإظهار حبك للنبي أبي القاسم هو أن تتبّعه خطوة بخطوة ، وفي كل أمورك الدنيوية من أقوال وأفعال ومُعاملات وصفات وأخلاق .

فهل تبخل على نفسك أن تكون أخاً للنبي صلى الله عليه وسلم ؟! ، نعم فقد قال عليه الصلاة والسلام فيما يرويه عنه خادمه أنس بن مالك ، قال : {قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "وددت أني لقيت إخواني" ، قال : فقال أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم : أوليس نحن إخوانك ؟ ، قال : "أنتم أصحابي ، ولكن إخواني الذين آمنوا بي ولم يروني"}.


هل أحسست بهذه المنزلة ؟ ، أن تكون أخاً لخير الخلق وأشرف من وطأت قدماه الثرى ! ، اللهم إني أسألك إيماناً صادقاً وحباً خالداً لنبيك محمداْ ، واجعلنا أن نكون ممن قال فيهم صلى الله عليه وسلم (إخوانه).

الثلاثاء، 12 يوليو 2011

يمِّـنوا , تُيـمَّـنوُا ْ

أوصى رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم بالتيمّن ، ففي حديث أمَّنا عائشة رضي الله عنها - اللهم احشرني معها - قالت : { كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجبه التيمّن في تنعلّهِ ، وترجّله ، وطهوره ، وفي شأنه كلّه }.

فهذه سُنة قدوتنا عليه الصلاة والسلام ، فاتباع أوامره واجتناب نواهيه من الأصول ، ومشابهة سننه التي يأمر بها هي من زيادة محبّته صلى الله عليه وسلم . فمن أحب النبي اتبعّه ، وليس الحب في التبرّك به بعد موته ، وطلب الشفاعة منه ، إنمّا شفاعته تكون بإذن الله تعالى وفي يوم المحشرْ .


فالتيّمن هو البدء باليمين ، فأحبَّ بدء لبسه النعال بالفردة اليُمنى ، وترجّله أي تسريح شعره وتحسينه فيبدأ بالشق الأيمن من الرأس ، وهكذا في شأنه كله ، بأبي هو وأمي عليه الصلاة والسلام .


لا شكَّ أن بعض العادات يسهُل تغييرها ، وما هذه الأمور بالعظيمة أو المُجهِدة ، بل هي أمورٌ بسيطة واعتيادية - روتينيّة - ، فاتبعوه في شأنكم كلّه بغية الثواب ، وإظهاراً لحبّه في قلوبكم .


وإن شاء الله لنا تكملة في تدوينات أخرى عن مشابهة رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم .


{مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً} - الفتح (29) .


 http://www.rasoulallah.net/