الجمعة، 9 ديسمبر 2016

عندما يُسرق جيُبك وأنتَ تبتسمْ !

عندما تتجول في أجنحة معرض الكتاب تُواجه العديدَ من الوجوه، منها غير المكترث لأحد، كأن أحدهم ساقهُ كالحمار ليجلس في مكانه، ومنها من يقتنص فريسته من الشابّات ليبيع عليهم القصاصات العاطفية حدّ الغثيان، ومنها من يُعرض عليك أكثر الكتب مبيعًا لأنك واحد من الجمهور الذي يظن أنك تسير معه بلا رأي، ومنها ما يُنادي عليك لتتفقد بضاعته كأنه في سوق الخضرة "حيّاك يبه ترى عندنا خوش روايات"، وهناك من يقبع مسالمًا إلى الحد الذي يجعلك تودّ التصدّق عليه.

الاثنين، 5 ديسمبر 2016

سَطْوة السُلطة

عندما تصل لمستوى أن تكون صاحب العمل، عندها ستُدرك قيمة السلطة، وعندما تمتلك عددًا قليلًا من الموظفين، وأنت تعلم - وهم يعلمون - أنه ليس هناك إلا أنت وحدك من يدفع رواتبهم، عندما لا يكون بينكم إلا عقد بسيط تتجاوزونه عُرفًا في العمل الحقيقي، بينما يكون ذلك العقد غير ضامن لشيء سوى أدنى الحقوق المرجوة، وأدنى التوصيفات الوظيفية، ولا بُدّ أن يكون الوضع أن يُذيّل ملف توصيف الوظيفية بشرط “إضافة إلى المواد المذكورة أعلاه، يجب على الموظف أن يقبل بأي عمل إضافي يُطلب إليه من صاحب العمل لما فيه مصلحة العمل”.

الاثنين، 7 نوفمبر 2016

انتظار ْ

انتظرتكِ طويلًا..
أمام تلك البركة التي تسبح فيها البط، على ذلك الكرسي الخشبي المتروك جانبًا..
لم يكن انتظاري مريحًا..

الأحد، 6 نوفمبر 2016

ألا تعلمين؟

تعتبين! لماذا هربت؟ وأين اختفيت؟ ألا تعلمين؟
في نظراتك أيّ دفء وفي عيناكِ أي سحر، وعندما تبتسمين يبتهج الأمل، فكيف تفعلين بي؟
هل تريدين الجواب فعلًا! ألا تعلمين؟

الجمعة، 7 أكتوبر 2016

حُريّتي المزعومـة ْ

حسنًا، تستطيع أن تبقى نائمًا عند السادسة صباحًا، لا تغادر مضجعك، لست مجبرًا على فعل شيء كما يفعل غيرك.
أن تبقى ليلًا ساهرًا من غير أن تفكر قلقًا كيف ستستيقظ في الصباح، أن تستيقظ وقتما تشاء ثم تتناول الغداء، ماذا تفعل بعدها؟ ليس علكي مادة صعبة الفهم لتذاكرها، وليس عليك أن تحل مسألة غثيثة وتسلمها في موعد محدد.

الثلاثاء، 6 سبتمبر 2016

داخـل الـنص ْ

يحدث كثيرًا أن نلتقي بلا موعد، بلا مقدمات وبلا لوعات. كما هو حادث عند المواعيد الكاذبة. نلتقي هكذا وحدنا، وحولنا العشرات من الوجوه، وجوهٌ لا نكترث لها، فيكفي أضيع فيكِ وتضيعين فيّ.

الاثنين، 6 يونيو 2016

استثمر رمضانَك ولا تستهلكه ّ !

١. رمضان يأتي شهرًا في السنة، وكلنا نعلم عظمة هذا الشهر وكراماته، واللذة التي نجدها في كل طاعة وعبادة، وهذه العزيمة التي تأتينا تكون في أوجها بدايةً ثم تخف تدريجيًا في أواخر الشهر عند عامة الناس إلا أصحاب العزيمة القوية والإيمان الصادق.

الأحد، 15 مايو 2016

شـيءٌ حـولَ اقـرأ ْ

كثير من الأخوة يستدل  بالآية الأولى في القرآن على أهمية القراءة، وإني كلما تأملت أكثر في السورة لم أجد شيء من القراءة فيها، ولا يقبل عقلي التسليم بأن القراءة هي ذلك الشيء العظيم الذي يستأهل أن يكون أول أمرٍ من الوحي. وحيث أنه دار حديث كثير حول هذا الموضوع، فقمت أخيرًا بالرجوع إلى التفاسير المشهورة حول هذه الآية.

الخميس، 21 أبريل 2016

سـرابُ الحـداثـة ْ

لم يشهد أي عصر من عصور التاريخ تغيرات وتطبيقات ومفاهيم علمية كالتي يُعاصرها الجيل الحالي ويستخدمها في يومياته. هذه الطفرة التقنية التي دخلت عليها من أوسع أبوابها، فتسكّعت في البيوت واستبدّت بالعقول ونشرت ثقافة الخمول والقصور.

الأربعاء، 13 أبريل 2016

أنا عنصريّ ْ

دعوني أحدثكم عن العنصرية، العنصرية اشتقاق لغوي على وزن فعلوية لكلمة العنصر، والعنصر كما نعلم حسب سياق الكيمياء مادة أولوية لا تتجزأ، وتتوحد لتصنع مركبات.


الخميس، 24 مارس 2016

بعـضٌ من الروحْ والموت ْ

إننا في هذه الحياة أرواحٌ مُجسّدة، وكل روح جميلة إنما تكون في جسد جميل، فالجسد للروح إنما هو وعاء شفاف يُظهر ما بداخله من حُسن أو قبح. وهذه الأرواح خلقها الله منذ زمن سحيق في القدم، واقرأ إن شئت قول الله عز وجل: {وإذا أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين}. سورة الأعراف - ١٧٢

الثلاثاء، 22 مارس 2016

تلـكَ الليلـةُ الباهرة ْ

في تلك الليلة الباهرة، كنت أبحث عن التطابق، كانت تجرّني رائحة عطر جذابة، إلى أرض بسيطة، أرضٍ لم أطأها من قبل، ولم أرها حتى في أحلامي. وجدتني أتلمس طريقي على سطوحها، أمشي الهوينا، أخطو خطوات خجولة، ثم أتراجع خطوتين وأرفع رأسي قليلًا، أتلمس طريقي مرة أخرى فأرى سهولًا خصبة، سهولًا ذهبية دافئة، ومن وراء السهول تبرز قممٌ بيضاء، كأنها تناديني متلهفة، تشتهي صعودها، أعدّ المسير بحذر، تصبح الهضبة أمامي، أصاعد خطاي فأراها تنغمس طرية، حتى إن وصلت القمة، وجدت فوهة ينبوع، بعد مسيرتي الطويلة المرهقة، كافأتني تلك الأرض الطيبة فوق ذاك الجبل، غرفتُ من ذلك الينبوع شرابًا حلوًا لا لون له، كأنه أكسير السعادة.

واصلت المسير، بخطوات شغوفة أستكشف طريقي، حتى وجدت واحةً، مكتنزةٌ أطرافها، واسعٌ عمقها، عذب ماؤها، عطِرةٌ رائحتها، أدركت حينها أني وصلت مبتغاي فارتويتُ مِلئي، وطابق ارتوائي شوقها، وعطشي شبعها.

الأربعاء، 2 مارس 2016

هل يستطيع الروبوت فعلًا أن يحل مكان الإنسان في المستقبل؟


وصلني هذا التساؤل في تويتر من أحد الأخوة الأعزاء، ردًا على سؤالي للكتابة في موضوع فلسفي/فكري. وها أنذا سأبدأ بالكتابة عنه.

في الحقيقة أن الرد على هذا السؤال الذي يبدو بسيطًا في ظاهره، ويستطيع أي شخص أن يُجيب بكل عفوية لا أبدًا، أو بكل تسرع إي نعم إن كان عقله متشبعًا بأفلامٍ خيالية غير علمية مما تبثها سينما الهوليوود الخبيثة.


الاثنين، 8 فبراير 2016

تولّـدْ الأفكـار ْ

عندما أخلو بنفسي، وكثيرة هي خلواتي. تجول في عقلي ألف ألف فكرة، أحاول جاهدًا بالساعات ترتيبها والخلاص بشيء أستطيع تنفيذه أو حتى استلاله كتابيًا. عملية تولّد الأفكار مُعقدة بلا شك ومن حيث لا تشعر. إنني أقولها حقيقة لا مجازًا، حقيقة الأفكار تتولد من اللاشعور، ومعظم الأفكار هي بداخلنا مكبوتة في اللاشعور، وقليل منها لحسن الحظ ينتقل من عالم اللاشعور إلى الشعور، وعندها ندرك أن لدينا فكرة تتحرك يمُنى ويُسرى، ألا ترى أنك عندما تحلم ويكون الحلم صاخبًا جدًا، وبمجرد استيقاظك لا تعود تتذكر إلا شذرات بسيطة من الحلم؟ مع أن الحلم وأنت تحلم كُنت تظن أنه يُحكى في ساعات.