الأربعاء، 13 أبريل 2016

أنا عنصريّ ْ

دعوني أحدثكم عن العنصرية، العنصرية اشتقاق لغوي على وزن فعلوية لكلمة العنصر، والعنصر كما نعلم حسب سياق الكيمياء مادة أولوية لا تتجزأ، وتتوحد لتصنع مركبات.



والعنصرية في المفهوم الفكري المتداول إنما يدل على قلب المعنى أعلاه وهو تمييز جزء عن كل، إلا أنه يتضمن أيضًا تجميع العديد من الأفراد تحت مظلة واحدة وذلك لاشتراكهم بخصائص معينة. فنحن عندما ننعت هتلر بالعنصري، ننعته لأنه ميّز الجنس الجرماني عن الأجناس الأخرى في ألمانيا خاصة، وأعطاهم صفات القوة والذكاء والعبقرية والجموح والإنتاج المفيد للبشرية، وهذا إن دل على تعجرف إلا أنه يدل على عزة ورؤية وهدف قوي مُباح وطنيًا، لنهوض ألمانيا دولةً عظمى في أوروبا بعد سقطاتها المتوالية، ونخر العظم الألماني من السوس اليهودي القذر.

فالعنصرية أصبحت عند الكثير صفة أو مفهومًا يدل على السوء، واحتقار الآخر، وخلق العداوات وغيرها، إلا أن هذا الإتجاه نحو المفهوم برأيي يُخالف الفطرة، ويخالف المنطق الاستدلالي والوظيفي للعقل، فمن خواص العقل الوظيفية الأساسية التجميع والتفريق، كالعين التي لا ترى إلا صورًا منفردة وبقدرة القادر يترجمها العقل إلا حركة تعكس مفهومنا عن الحياة.

فهل تجميع فئات معينة تشترك في خصائص محددة وواضحة تحت إطار التمييز والتعرفة (العنصرية) هو أمر سيئ؟. هذه العنصرية لا ينفك البشري عنها، فهو سواء وعى ذلك أم لم يعِ، فهو يجمّع ويوحّد ويصنّف العناصر والأشخاص من حوله وحتى أقرب الناس إليه، تصنيفات تُسهل له التعامل معهم، وتفهمهم واتخاذ ردات الفعل المناسبة لكل صنف.

فمن هذا الباب، عِ أيها القارئ الكريم أن العنصرية ليست تلك الصفة السيئة وإلا أصبحنا جميعنا سيئين، بل هي من مميزات العقل، وهي فطرة، ولا ضير في نظرة الناس لك أنك عنصري، إن خلت العنصرية من الأفعال السلوكية القبيحة التي تظلم وتحيد بالحق عن موضعه، وتضر الآخرين ونفسك ولا تنفع.

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق