الأربعاء، 29 يونيو 2011

قــلَ ودلَ

يقولون خيرُ الكلام ما قلّ ودل ، ومن ثم يسترسلون ويبدون إستياءهم بالكتّاب الذين يصوغون مقالات طويلة لا تخرج منها إلا بفائدة واحدة أو فائدتين ، ويُعجبون بمن يَكتب مقالة قصيرة وكل حرف فيها يعلّمك شيئاً جديداً و .... توقّف ! لا تسترسِل .



فخير الكلامِ ما قَل ودلَ .

والأفضل كما قال صلى الله عليه وسلم : {من كان يؤمن بالله واليوم الآخر ، فليَقل خيراً أو لـيـصـــــــــمـــــــتْ} .

الرِّيـاضـَـة ْ





لطالما كانت الجزء الأهم في أي علاجِ صحّي ، وفي أي حمية غذائية ، وكما يُقال : العقل السليم في الجسم السليم ، فكما أنَّ غذاء العقل القراءة والمطالعة ; فغذاء الجسم الرياضة ثم الأكل .



يشغُل الناس هذه الأيام موضوع القراءة ، فكيف أنَ أمة اقرأ لا تقرأ ، لكنَّ العمل مقدَّمٌ على العلم بالنسبة لي ، فلا فائدة من أي علم إذا لم يكن يتبعه تطبيقٌ عملي ، ومن ثم تعليمه للآخرين ، فاعلم واعمل ثم علّم . لا أحد يغفل عن ضرورة التعلّم والقراءة ، ولكن بشكل مساوي يجب أن يكون هناك جسم صحّي يستعين به المسلم على الطاعات والعبادات ، فرسولنا صلى الله عليه وسلم يقول : {المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف ، وفي كلٍ خيرْ} .



في مجتمعنا ، تزداد معدّلات السمنة عند الأطفال ، وبالتزامن يرتفع عدد ضحايا مرض السكّري في قطر ، وهذا يرجع إلى عوامل وراثيّة ، ثم إلى السمنة ، فكما يُعرف عن مرض السكّري ; أن الفرد الذي يُعاني أحد أبويه من السكري فإنه معرّض للإصابة بالمرض بنسبة 50% ، والفرد المُصاب بالسمنة أيضاً معرّض للإصابة بالسكري بنسبة 50% ، والطّامة الكُبرى إذا اجتمعا هذان العاملين الوراثي والجسدي فإن الإصابة تكون أكيدة بعد قدرة الله ومشيئته .



الشاهد في هذه الموضوع أن الرياضة وممارستها يجب أن يكون جزءاً من الروتين اليومي ، فكما أن الجسم يحتاج إلى غذاء يومي وبثلاث وجبات فإنه مُحتاج أيضاً إلى الرياضة ثلاث مرات أسبوعياً على الأقل . فالجسد نعمة من نِعم الله عز وجل أوكله للإنسان لكي يعين به على طاعته ويُحافظ عليه .



ولا يوجد أسهل من المشيْ . 

الثلاثاء، 28 يونيو 2011

الـقُرآنْ


المعجزة الخالدة المحفوظة من رب العالمين وهو القائل : {إنا نحن نزّلنا الذكرَ وإنا له لحافظون}، ومُعجزة القرآن ها هُنا ليست بجعل القرآن والذي هو كلام الله كتاباً علمياً فلكياً!، أو كتاباً طبياً علاجياً؛ بل المعجزة في هذا القرآن بأنه كلام الله ونور للقلب وطمأنينة للنفس ومرضاة للرب وحماية من كل شيء وعلاج من كل داء .





دخلتُ حلقة تحفيظ القرآن الكريم في الصف الخامس الابتدائي في عُمْر الـعاشرة تقريباً، ومرحلة حفظ كتاب الله وتدارسه من الصغر أهم ما ينبغي أن يتربّى عليه المسلم، لكن ولأمور لا أعلمها تركت حلقة التحفيظ بعد أقل من سنتين وكنتُ آنذاك قد حفظت سبعة أجزاء تقريباً , ومع مرور الأيام وعدم المراجعة بدأت الآيات بالتطاير والنسيان وهذا ما آسف عليه .

لكني وبفضل من الله ومِنته بدأت أراجع حفظي منذ رمضان الماضي وبإذن الله لن ينجلي رمضان القادم حتى أكون قد استعدت حفظي السابق، وسأواصل تلاوة كتاب ربي ليلاً ونهاراً والاجتهاد في حفظه، فكم أغبط زملائي حفظة القرآن لأنهم بلغوا هذه المنزلة العالية، فحافظ القرآن له منزلة لا يبلغها أحدٌ سِواه، وكفى به أنّ الرحمن جلّ جلاله نسبه إلى نفسه حينما قال "أهل القرآن هم أهلي وخاصتي"، فيا رب اجعلنا من أهل القرآن، وارزقنا تلاوته آناء الليل وأطراف النهار، اللهم ذكرنا منه ما نُسّينا وعلّمنا منه ما جهِلنا، يا ذا المنّة يا ربّ .

السبت، 25 يونيو 2011

صِبَايْ

إذا اعتبرنا أن الجيل الأول هو جيل الآباء والأمهات الغير متعلمين ، ثم الجيل الثاني وهو جيل الأبناء المتعلمين والذين تأقلموا مع الحياة المعاصرة وجاوروا التقنيات الحديثة ، والجيل الثالث هو أبناء هذا الجيل المتعلم والذي ترفّه تكنولوجياً وتعليمياً وأصبح يتحدث الإنجليزية بطلاقة في زهرة طفولته ; فأنا أعدُّ نفسي من أبناء الجيل الثاني .



منذ الطفولة لم يكن لدينا أدوات تسلية سوى التلفاز ذي القنوات المعدودة (قطر - قطر الأجنبية - الشارقة) ولا أذكر ماذا ، أما الآن فالطفل وقبل دخوله المدرسة أصبح يمتلك (الآي باد) ، لم أشتمّ رائحة الحاسوب الآلي إلا في المرحلة الثانوية ، حيث كنت أبلغ من العمر ستة عشر (16) عاماً !! ، ومع هذا فإنني أحببت الحاسوب كثيراً وعلى عكس الشغف المتوقّع كنت حذراً في التعامل معه وهذا ليس بالشيء الجيد .


منتديات برشلونة إلى الأبد



بدأت بالإبحار في عالم الإنترنت عن طريق بطاقة إبحار ، المرحلة الأولى والتي أثرت في شخصيتي وطورت من مهارتي كانت من خلال أحد المواقع الرياضية ، حيث تعلّقت به كثيراً كتعلّقي بفريقي المفضل آنذاك "برشلونة" ، كنت أقضي ساعات قليلة بإدمان في ذلك الموقع ، نشطت فيه كثيراً واكتسبت مهارة كبيرة بالكتابة والتعبير والتحليل الرياضي ، تركت بصمة لا تُمحى في ذلك الموقع الذي كنتُ أعدُّهُ بيتي الثاني ، ولكن مسيرتي اختُتِمت بإيقاف عضويّتي (نوبل) ، فكلمة الحق لا يُرى لها سبيل .

منتديات جامعة قطر



تركت تعلّقي الرياضي شيئاً فشيئاً عند انتهائي من مرحلة الثانوية "المدرسية" كلها وانتقالي إلى المرحلة الجامعيّة ، وبدأت حينها فترة تعلّقي بالعالم الجديد وهو عالم الجامعة ، وفي نفس الوقت سجّلت في منتدى جامعة قطر لأتعرف على الجامعة بشكل ما وأستفيد من محتواه ، لكنني في نهاية الأمر أصبحت أنا (الخبير) وحمّلت نفسي مهمة إفادة زملائي الطلبة لأعلّمهم ما تعلمته وأعطيهم ما عرفته .


ومنذ اليوم الأول لدخولي الجامعة ، بدأت أهم مرحلة في عمري وتشكّلت شخصيتي الجديدة ، وبدأت أعيش حياتي بشكل مُختلف .


الجمعة، 24 يونيو 2011

طُفولَتِي ْ



تقول أمي بأنني كنت ضئيل الحجم ، خفيف الوزن ، لا أسترضع كفايتي من الغذاءْ ، ربّما هذه الفطرة هي ما جعلتني بنفس المواصفات إلى عمري هذا ! . لم أكن مشاغباً ، أذكر القليل من طفولتي ، كتحّكم أخوتي الكبار فيَّ ، ونطقي لبعض الكلمات البذيئة والتي سرعان ما تأدّبت وعلمت أنها خطأ.


 لا أذكر أشياء كثيرة ، دخلت المدرسة على بكاء من المنتظر المجهول ، دخلت الصف الدراسي وجلست على آخر مقعد ، كان درس اللغة الإنجليزية ، أذكر أن هناك حائطاً تُلصق فيه صور وأسماء . سرعان ما وضعت بصمتي في ذلك الحائط ، كنت متحمساً جداً . هذه هي السنة الدراسية الأولى ، انتقلت من المنزل إلى المدرسة فقط هكذا ، وكنتُ الأميَز حينها بين الزملاء وكانت لي معاملة خاصّة ، كم أحب الصف الأول ! .


كلما تناقلت في سلم المدرسة إلى الصف الأعلى كنت أسمع المعلّمةَ تقول : "أنتم كبار الآن" ، أي أنكم دخلتم مرحلة جديدة من التعلّم واكتساب التربية بحدودٍ معينة ، كنت أحبُّ تلك المَدْرسة الصغيرة ، وكانت هي كمسمّاها " مدرسة النجاح ".

مـَـن أنــَا ْ؟



فعلأً ! من أنا ؟ ، لا أعرف نفسي كثيراً ، لا أذكر متى وُلدت وكيف كانت السماء حينها ؟ ، وكم عدد الأطباء في غرفة الولادة ؟ ، وكيف كانت ملامحي الحمراء الناضجة ؟ .


مراتٍ كثيرة أفكر فيها عن أنا الصغير ، حتى أنني بتُّ ناسياً فترة الصِبىَ ، في التاسعة كيف كنت ؟ ماذا كنت أفكر فيه ؟ ، في الثانية عشر كان هناك حبٌ طفولي ! ، في الخامسة عشر كنت أحسب نفسي عبقريُّ زماني ! ، وكلما تمر الأيام وتزداد سنون عمري أراجع شريط ذكرياتي وأدرك حينها كم كنت طفلاً فيما مضى ، حتى في هذه الأيام إذا عدت لها في المستقبل - إن أحياني الله - سأقول في نفسي : " لقد كان تفكيري محدوداً ، لم أكن ناضجاً بعد".

ما أعرفه عن نفسي أنني في تطوّر مستمر ، فمع كل سنة تزداد معرفتي المكتسبة ، ويتفتح عقلي على أمور لم أكن أعيرها أي اهتمام ، تزداد محصلتي العلمية الأكاديمية ، وأزداد نسياناً لماضيّي ! .

أنشأت هذه المدونة كي لا أغبرّ في ذاكرتي ، ولكي أحتفظ ببعض من أفكاري ، وربما سأنثر بعضاً من ذكرياتي القديمة وأبتسم حين رؤيتها وأتأوّه آملاً أن يعيدني الزمان إلى الوراء.

الفـَـاتـِحة ْ



بسم الله الرحمن الرحيم



الحمدلله رب العالمين ، والصلاة والسلام على خير البرية وسيد المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين.

أسأل الله العلي القدير أن يوفقني ويجعل ما أكتبه شاهداً لي بالخير ، فإن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان.

مرحباً بكل قارئ وزائر لهذه المدوّنة ، أسعد بمتابعتك ودعمك ، وأفرح أكثر بتوجيهي وإرشادي وتصويبي لأخطائي ، حياكم الله جميعاً.