الخميس، 8 يونيو 2017

جريـمْةُ العصـرْ

وإن سلم شهر رمضان الفضيل من وسوسة شياطين الجن، فإن شياطين الإنس لا تألوا جهدًا وتشدّ مئزرها كي تعوّض جهد أخوتها وأبيها إبليس، {وإذ زيّن لهم الشيطان أعمالهم}، وهذا هو الواقع الذي يُشاهد في هذه الأيام.


ففي مثل هذا الوقت المبارك للمؤمنين بُعيْد صلاة الفجر، بدأت كتلة مجتمعة على الباطل من شياطين الإنس بالكيد وإعداد العدّة للتفرقة بين المسلمين وأهل البلاد الواحدة، فأعدّت السعودية والإمارات والبحرين تبعًا لهما بيانًا رسميًا يفضي بقطع العلاقات الدبلوماسية والقنصلة مع دولة قطر، وأتبعها بعد ذلك تصرفّات غاية في السفالة والنذالة، تصرفّات لم يعهدها المجتمع الدولي ولا التاريخ الإسلامي أبدًا في حروبه وصراعاته، ونحن في وقت السلم وليس الحرب، فهذه التصرفات الخسيسة جاءت من الجيران البغاة أنفسهم، بإغلاق الحدود البرية وحظر المجالات الجوية والبحرية أمام كل حركات الملاحة، يعنون بذلك فرض الحصار على الدولة الشقيقة والجارة لهم، أيّ خسّة رأيتها في تاريخك تفوق هذه؟!.

 ثم تدنّت هذه الخسّة في دركات الانحطاط والسقوط حتى منعت هذه الدول بقاء أي شخص يحمل الجنسية القطرية داخل حدودها وأمرت مواطنيها في قطر بمغادرتها والعودة في غضون أسبوعين كحد أقصى!، وهم يعلمون أنهم بهذه التصرفّات يفرقون بين المرء وزوجه، والمرأة وابنها والأب وولده، والشقيق بابن عمه، {ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين}، وهم بهذا يكونون أشدّ الشياطين قُربًا لإبليس، حيث يقول في الحديث الثابت، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلمإن إبليس يضع عرشه على الماء، ثم يبعث سراياه، فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة. يجيء أحدهم فيقول: فعلت كذا وكذا. فيقول: ما صنعت شيئًا. قال: ثم يجيء أحدهم فيقول: ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته. قال: فيدنيه منه، ويقول: نعم أنت» رواه مسلم.



ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق