السبت، 7 نوفمبر 2015

زفيـرْ

هل من الحكمة تدوين أجزاء من حياتك كي تذكرها مستقبلًا، ولكن لا تعلم كيف ستذكرها، هل ستوقظ فيك جراحًا، أم ستُسكن فيك الأمل بحاضرٍ أفضل، أم ستبستم فقط، أم ستحزن؟ 
كنتُ قلت أنني سأدون المنحنيات الهامة في حياتي، ثم بدا لي أنني لم أدوّن الكثير، تكاسلًا أم تجنبًا لمستقبل لن يعجبه ما حدث، ويُفضّل النسيان حتمًا. 

لقد بدأت مرحلة العمل بعد دراسة مضنية، عملٌ لا أعوّل عليه كثيرًا كما كنتُ أحسب، ولكن لملئ بعد الفراغات التي تصلني لما أريد، أُعطيت وعودًا وزخارف واهنة ولم أجدها حين بدأت، أكملت الآن شهرًا كاملًا، وكما كنتُ أتوقع مني أني لن أشعر بأي حماس إذا استمر العمل روتينيًا مملًا، فضلًا على أنه لا توجد أية تحديات، فضلًا عن وجود ما لم أكن أحسبه، رئيسًا تقليديًا، وزملاء متحجرين، مُعتدين بأنفسهم وعجبًا من ذلك، مع أنهم لا يعملون أفضل من بعض الآلات المكتبية كما تتصورها قارئي المُبجّل. هذا ما يثير حنقي فعلًا، كيف لآلة لا تُقدّر أي ابتكار، دُمية تتلاعب بها حبال البيروقراطية والمركزية في آن، أن تظن ولو لوهلة أنها متفضلة على الآخرين، وأنها تفهم أكثر مني! وأنني سأتعلّم منها شيئًا، عجبي فعلًا.

هي مرحلة وأتمنى أن ترحل سريعًا، وأن أكتب قريبًا عن تلك الأمنية القريبة المطوية في زمن لم يأتِ بعد.


الجمعة، 11 سبتمبر 2015

في أنـفسـِكـُم ْ (٣)


الله هو الخالقُ وحده، وكل ما سواه مخلوقٌ. وللخلق عوالمٌ تُعدّ، ومنها (عالم الجنّ، وعالم الإنس، وعالم الملائكة، وعالم الحيوان، وعالم النبات، وعالم البحار...)، وتشترك كل هذه العوالم بأنها مخلوقة، ويتمايز عالَمان فقط بالتكليف، وهما عالم الإنس والجانّ. قال تعالى: {وما خلقتُ الجنّ والإنس إلا ليعبدون} الذاريات. والعبادة هي إفرادُ الله بالتوحيد، ونقيضه الشرك.

الثلاثاء، 16 يونيو 2015

ماذا بعد #دوحة_لايف

جميل أن تظهر قصة الدوحة في سلسلة سناب شات الحية لملايين الناس من كافة أنحاء العالم بتلك الصورة التي أعجبت الكثيرين، ووصلت صداها إلينا من العديد من الحسابات الأجنبية وأيضًا الخليجية، وكلنا جلسنا نترقب وننتظر ظهور القصة في صباح يوم ١٥ يونيو ٢٠١٥ حتى ظهرت أخيرًا في التاسعة صباحًا، وكم كانت البداية قوية وجميلة.

قطر تنجح، وشعبها ينجح أيضًا في خلق الصورة الإعلامية المُشرّفة ومن دون تخطيط مُسبق ولا عقد لجان واجتماعات، العفوية التي ظهرت بها المقاطع مع عكس الثقافة الخليجية والهوية الإسلامية تُثلج الصدور، بأنه ما يزال هناك الخير الكثير في قلوب الناس، وإن كانت الفئة التي نراها غالبًا في الشوارع والتجمعات لا تعكس ذلك الشيء، لكن لنا بحكم الظاهر وبرؤية الجميل.

الأحد، 5 أبريل 2015

مرحلـة ستفنـى ْ

لو استطعت تقسيم عُمري شقين، لقسِمته لما قبل الجامعة وما بعدها، وأثناءها، لقد راوغت نفسي!، لأنني كما يعرفني القريب والبعيد لم أعش مرحلة في حياتي أطول من هذه التي أعيشها طالبًا في جامعة قطر، منذ التحاقي بها في سبتمبر ٢٠٠٨ وإلى يونيو ٢٠١٥ بإذن الله، فهذه ستة سنوات وتسعة أشهر، أعيش أيامي الدراسية على غير رتابة، فالأمر يختلف في مراحل التعليم المدرسي حيث الرتابة والتعذيب الصباحي روتين مُلزم.

الاثنين، 9 مارس 2015

زواجٌ حيوانـيّ ْ

 أقوى الغرائز الفطرية عند الإنسان ربما ترجع إلى أصله الحيواني - بغض النظر عن حساسية الكلمة عند البعض - وهي غريزة الحياة وفي رواية "الجنس". غريزة الجنس أصل هامٌ لبقاء الفصيلة الإنسانية وهو هدف من أهداف هذه الحياة، ولما كان فيها من الأهمية؛ فقد جاءت الشريعة بأحسن تنظيم وأفضل طريقة تجري بها مراحل هذا الأصل الغريزي والغاية الأسمى "التكاثر" وهي طريقة الزواج.

الاثنين، 26 يناير 2015

Geek VS Technoholic - الفرق بين المُتعلّم ومهووس التقنية


هنا نحن نتحدث عن التقنية (التكنولوجيا) فقط، يتفاوت الأشخاص الضليعون بهذا المجال الواسع جدًا، فلا يُمكن الاتفاق على حصر بِحار هذا المجال أبدًا لشدّة اتساعه وتفصيلاته، ولكن لنتحدث عن المُبدتئين فحسب، ولنحصر المجال بحد ضيّق وهو مجال التطبيقات والأجهزة العامّة التي يستخدمها أغلب الناس، فعامّة الناس لا يُعدّون سوى مستخدمين بُسطاء، يتعاملون مع الأجهزة والتطبيقات عبر الواجهة السهلة التي وُفّرت لهم، وعندما تُصادفهم بعض المشاكل محدودية الصعوبة التي يستطيعون حلها إن أرادوا بمزيد من الجهد بقراءة لوئح الاستخدام والأسئلة الشائعة التي تكون متوفرة دائمًا، ولكنهم يلجؤون لمن يظننون أنهم خبراء بهذا الأمر.

الأربعاء، 21 يناير 2015

موقُف المسلم من الاستهزاء ْ

يُسيء الجاهلون فهم الأحداث برؤية صحيحة لأنهم مغلوبون على جهلهم، الجهل كما أقول دائمًا ليس جُرمًا ففي الإسلام يُعذر المسلم بجهله في كثير من الأعمال، لكن العلم بالجهل هو الطامّة الكُبرى، أن يبقى المرء أسيرًا لجهله وهو يظن وُيفاخر ويُكابر بجهله أيضًا فهذا والله أمرٌ عجَبٌ والأمرّ أنه واسع الانتشار.

الاثنين، 19 يناير 2015

تـغيّـر ْ

يتغير الناس علينا كما نقول، ففي لحظة سعادة بعد غياب طويل نراهم أمامنا صدفة، وعقلنا يُسارع في استراجع الذكريات السعيدة عنهم كي يُعطينا نفس الانطباع المرجو منهم، ولكن الحقيقة أقوى من الذكريات، لم يُعد يراكَ كما كُنت، لقد تغيّر فُلانٌ عليّ، لماذا أصبح يُكلمني كغريب يلتقي بي لأول مرة، حتى أنه يدّعي اهتمامه بكيفية سير أعمالي التي توقفت عنها منذ سنتين!، نعم رُبّما توقفت ذاكرته عند تلك اللحظة.