الاثنين، 25 يوليو 2011

جـَــمَــاداتْ الـَـكـون ْ



قال تعالى : {ألم ترَ أن الله يسجد له من في السماوات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب ومن يهن الله فما له من مكرم إن الله يفعل ما يشاء}.

يحثُّ المولى - تبارك وتعالى - في أكثر من موضوع في كتابه الكريم على التفكر والتدبّر في ملكوت الكون ، وفي ما خلق لنا من الأرض من الجبال والسماء والبحر والشجر والظلال والنور وغيرها ، وما هذه المخلوقات المُبهرة إلا أعظم دليل على وجود الخالق سبحانه وتعالى.

كم حاجَّ إبراهيم - عليه الصلاة والسلام - قومَهُ ، فبعد أن هداهُ الله وجعله من الموقِنين ، أراد أن يُري قومَه أن الأصنام التي ظلوا لها عابدين لا تنفع لهم شيئاً ولا تضرهم ، ودعاهم إلى معرفة الرب عز وجل فالتدبّر ، وفي آيات سورة الأنعام سيرة هذه القصة .

{فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ (76) فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ (77) فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (78) إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} الأنعام .


فدلّاهم على رب العالمين من خلال التفكر في مخلوقاته .



ومن هنا أود الوصول إلى أن الله الواحد القهار الخالق هو أعلم بمخلوقاته ، فلا يغرّنكم قول كثير من الإنس الكافرين الذين لم تفقه قلوبهم ولم تعقل عندما يتحدثون في الأمور الفلكية والغيبية . وأخص بالذكر هنا نظريات حفرها الغرب في أذهاننا ودُرّست لنا في مدارسنا للأسف ، كظاهرة الليل والنهار والفصول الأربعة ، ونظرية دوران الأرض حول نفسه ودوران الأرض حول الشمس . فلقد جاء الله تعالى قبلهم بمئات السنين وبيّن لنا من خلال كتابه الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه أن الشمس والقمر آيتين ، حيث قال فيهما تبارك وتعالى : {لا الشمس ينبغي لها أن تُدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكلٌ في فلم يسبحون} .

الآية واضحة وضوح الشمس على الحركة المستمرة للشمس والقمر وأنهما آيتين تسبَحَانِ في الكون وتُسبّحان لإله الكون كما في قوله تعالى :{تسبح له السماوات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم إنه كان حليماً غفوراً} الإسراء – 44


وكلام أهل العلم الشرعي كثير وواضح في هذا الخصوص وتفسير الآيات متوفر لدى الجميع ، والحديث المشهور عن النبي صلى الله عليه وسلم لأبي ذر : {أتدري ما مستقرها ؟} يسأله عن الشمس فقال عليه الصلاة والسلام : {فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش فتستأذن فيُؤذن لها ويوشك أن تسجد فلا يُقبل منها وتستأذن فلا يُؤذن لها ، يقال لها ارجعي من حيث جئتِ فتطلع من مغربها} .


حديث تقشعّر له الأبدان ، فهل من متدبّر ؟

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق