السبت، 10 سبتمبر 2011

جــفافـْ


أعترف بأني لم أكتب شيئاً منذ مدة ، لا أعلم أين اختفت الزفرات ! ، حسناً لقد جدّ جديد وأردت كتابة (شيء) لأعتاد قليلاً على أمكنة الأحرف المستجدة . نعم استجّدت وازداد حياة التقنية جمالاً بعد اقتنائي لجهاز "التفاحة" . كما وصفتها سابقاً أشعر بأني خرجت من ظلمات (ميكروسوف) إلى نور الـ(الأبل) . أكرر أبل وليس إبل ! .


أجدني الآن أكتب ببطئ شديد فهل يلزمني صديقي الجديد بأن أعبر بالرسم والتصميم بدل الأحرف التي أعشقها ؟ ، أم يريدني أن أستبدل لغتي العربية بأخرى جافة لا فيها بديع ولا ربيع ، ولا جناس ولا تورية ، ولا استعارة ولا بلاغة .


حسناً كفى . عفواً لوقتك الضائع (ت) .

الأحد، 14 أغسطس 2011

لـيـلَـة النــصْـفْ

قال تعالى : {إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي}.

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : {تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما كتاب الله وسنة رسوله}.

فوجب على كل مسلم اتباع أوامر الله ورسوله واجتناب نواهيهما! ، فمالِ بعض القوم إذا قيلَ لهم قال الرسول بكذا قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون ؟!

فهذا خير الشهور رمضان المبارك ، لم يَسلم من المُحدثات والأخطاء ، فالأغلب يسعى لا للصوم بل لملئ البطون!.

ويقول الكثير بحديث ضعيف جداً وفيه {رمضان أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار} ، ويكأن رحمة الله حُصرت في أيام ومغفرته في أيام !؟ .

بل الصحيح هو أن لله في كل ليلة عُتقاء من النار ، فاللهم اجعلنا منهم .

كثُر الغلطْ في ليلة النصف من رمضان ، والتي تُسمى "قرقيعان أو قرنقعوه وغيرها" ، فلم يعلموا لها أصلاً فقالوا هي من التُراث والعادات والتقاليد!.

فمع قليل من البحث سيتضح أن هذه الاحتفال ابتدأه الفاطميين بعد القرون المفضلة ، ويحتفل الروافض فيه لميلاد الحسن رضي الله عنه.

ولكن يا أسفي عندما يحتج بعض السفهاء بأنها فرحة للأطفال وهي عادة وليست من الدين ومن هذه الأمور ، وهل أنتم أرحم بالأطفال من الرسول صلى الله عليه وسلم ؟! ، وهل أنتم أعلم أم هو ؟

فهذا حديث الرسول - صلى الله عليه وسلم - وقد نهى الأطفال عن (اللعب) في يومين كانا يلعبان فيهما في الجاهلية ، فلماذا نهى عليه السلام عن هذا ؟ وقال إن الله أبدلكم خيراً منهما ! ، هل في لعب الأطفال عيداً ؟ أم له علاقة بالدين ؟

راجع عقلك ، فتالله إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أرحم من الناس جميعاً ، وأعلم منهم جميعاً وهو القُـدوة في كل أمر.

فعندما ننهى عن القرنقعوه يقولون أنتم متشددون وهذا احتفال تُراثي ، وما نحن إلا مُتبعين لرسولنا صلى الله عليه وسلم ، فليَعلم أن من يُصر على فعله فإنما يريد أن يتكبر على قول نبيّه الكريم ، فلا حول ولا قوة إلا بالله .

قال تعالى : {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر}.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .


السبت، 6 أغسطس 2011

عــَـلَى مُـكــْـــث ْ


قال تعالى : {وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث}.
وقال جل من قائل : {ولا تحرّك به لسانك لتعجل به}.
وقال تبارك وتعالى : {كتاب أنزلناه إليك مباركاً ليتدبروا آياته}.

والآيات في ذلك كثيرة .


فهذا القرآنُ العظيم ، أنزله الله إلى العالمين وجعله كتابَ هداية ، ليهدي من أضلَّ الله ، ويقوّم للناس سلوكهم وأمور حياتهم وأخْراهُم ، فما بالنا هجَرنا القرآن الكريم ! ، وإذا جاء رمضانْ تعجّلنا به ولم نتبدّره كما يُريد ربنا تدبّره والتفكر في معانيه ؟!.

قال ابن تيمية رحمه الله : {ندمت على تضييع أوقاتي في غير معاني القرآن}.

فمن هو ابن تيمية ؟! ، هذا شيخ الإسلام ، العالم الجليل التقي الورع ، الذي أعز الله ذكره على كل لسان ، وجعله نبراساً للهداية واتباع سنة المصطفى ، ويقول رحمه الله في حياته هذا الكلام . فتأمّــلْ !


فماذا قدّمت أنت ؟ ، لا شيء ! ، ومع ذلك لا تتدبّر القرآن ، إن هذا لشيء عُجابْ.

اقرأ القرآن ، وعندما تقرؤه اعلم أنه كلام الله ، واعلم أن كلَّ آية تُخاطبك ، فإذا مررت بأمر فامتثل ، وإذا مررت بنهي فانتهي ، فكيف بك وربّك الذي يُخاطبك ؟ 

فاتقوا الله يا عبادَ الله ، فهذا شهر رمضان قد ولّت أولى أيامه ، فنسأل الله أن يُحسن لنا أعمالنا في ما تبقى منّه ، ونسأل الله القبول والإخلاص.

ولا تنسى ، تدبّر ثم تدبّر ثم تدبّر !

الجمعة، 29 يوليو 2011

رمـضــَـان ْ


رمضان على الأبواب ، يجيء في البال حتماً كثرة الطعام ومشاهدة الحرام والمبيت في الخيام .

بعضهم حالهُ في رمضان إجازة سنوية يلهو بها ، يُدمن المسلسلات والبرامج والمسابقات ، صائم بالنهار مُشيّش بالليل ، تالياً للقرآن نهاراً راقصاً على أوتار الأغاني ليلاً .

يجيء رمضان ويذهب ورَغِمَ أنفُ الكثير من أمة محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - ويا أسفاه على هؤلاء!.


يجيء رمضان وهناك فئة أخيَرْ ، فتترك المعاصي وتتفرغ للعبادة وكأنهم "مسلمين جُدد" ، فيكد ويجتهد وفور انتهاء الشهر ورواحُهْ ، كأن لم يمسّهُ خيرٌ قطْ !؟ ، كأن لم تنفحَهُ رحمات الشهر الفضيل ، فيعود لما كان عليهِ ويا لها من خسارةْ !.

فإلى متى ؟!

أما من توبة صادقة ؟! ، إلى متى تغرق بالمعاصي يا بن آدم وما خلقك الله إلا لعبادته!.


شهرٌ تُيسَّر فيه الطاعات ، وتُغلق فيه أبواب النار وتُفتح أبواب الجنة ، وتُسجَنُ الشياطين في أغلالٍ ، فكل هذه العوامل تُساعد على توفر بيئة إيمانية وروحانية لن تجدها في غيرها من الشهور!.

فهل من متصيّد لمغفرة ؟! ، هل من فائز بمسابقة العتق من النيران ومغفرة الذنوب!.

انوِ العودة إلى الله ، اعزم على التوبة الصادقة النصوح التي تُغيّر حياتك للأبد ، حياةٌ كلها لله ، ومِلؤها العبادة ، وحلاوتها الإيمان. فما أجملها من حياة ؟ وما أحلاها من عيشة ؟ ، إنها الحياة مع الله .

اللهم اهدنا لما فيه من الحق بإذنك وثبتنا على طاعتك ، اللهم آمين .


الاثنين، 25 يوليو 2011

جـَــمَــاداتْ الـَـكـون ْ



قال تعالى : {ألم ترَ أن الله يسجد له من في السماوات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب ومن يهن الله فما له من مكرم إن الله يفعل ما يشاء}.

يحثُّ المولى - تبارك وتعالى - في أكثر من موضوع في كتابه الكريم على التفكر والتدبّر في ملكوت الكون ، وفي ما خلق لنا من الأرض من الجبال والسماء والبحر والشجر والظلال والنور وغيرها ، وما هذه المخلوقات المُبهرة إلا أعظم دليل على وجود الخالق سبحانه وتعالى.

كم حاجَّ إبراهيم - عليه الصلاة والسلام - قومَهُ ، فبعد أن هداهُ الله وجعله من الموقِنين ، أراد أن يُري قومَه أن الأصنام التي ظلوا لها عابدين لا تنفع لهم شيئاً ولا تضرهم ، ودعاهم إلى معرفة الرب عز وجل فالتدبّر ، وفي آيات سورة الأنعام سيرة هذه القصة .

{فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ (76) فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ (77) فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (78) إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} الأنعام .


فدلّاهم على رب العالمين من خلال التفكر في مخلوقاته .



ومن هنا أود الوصول إلى أن الله الواحد القهار الخالق هو أعلم بمخلوقاته ، فلا يغرّنكم قول كثير من الإنس الكافرين الذين لم تفقه قلوبهم ولم تعقل عندما يتحدثون في الأمور الفلكية والغيبية . وأخص بالذكر هنا نظريات حفرها الغرب في أذهاننا ودُرّست لنا في مدارسنا للأسف ، كظاهرة الليل والنهار والفصول الأربعة ، ونظرية دوران الأرض حول نفسه ودوران الأرض حول الشمس . فلقد جاء الله تعالى قبلهم بمئات السنين وبيّن لنا من خلال كتابه الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه أن الشمس والقمر آيتين ، حيث قال فيهما تبارك وتعالى : {لا الشمس ينبغي لها أن تُدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكلٌ في فلم يسبحون} .

الآية واضحة وضوح الشمس على الحركة المستمرة للشمس والقمر وأنهما آيتين تسبَحَانِ في الكون وتُسبّحان لإله الكون كما في قوله تعالى :{تسبح له السماوات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم إنه كان حليماً غفوراً} الإسراء – 44


وكلام أهل العلم الشرعي كثير وواضح في هذا الخصوص وتفسير الآيات متوفر لدى الجميع ، والحديث المشهور عن النبي صلى الله عليه وسلم لأبي ذر : {أتدري ما مستقرها ؟} يسأله عن الشمس فقال عليه الصلاة والسلام : {فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش فتستأذن فيُؤذن لها ويوشك أن تسجد فلا يُقبل منها وتستأذن فلا يُؤذن لها ، يقال لها ارجعي من حيث جئتِ فتطلع من مغربها} .


حديث تقشعّر له الأبدان ، فهل من متدبّر ؟

الجمعة، 22 يوليو 2011

العوْلـمَـة ْ


تناظرنا صباحاً في محاضرة الثقافة الإسلامية عن موضوع العولمة ، انقسم الطلبة إلى فريقان أحدهما مع العولمة - وأنا منهم - والآخر ضِدّها .

اجتمعْنا نحن المؤيّدين للعولمة صباحاً في مكتبة الجامعة وبحثنا عن العولمة ومفهومها وتعريفاتها ، وطبعاً كما كنّا نتوقع فإن أغلب المقالات والمواضيع تتحدّث عن العولمة بشكلً سلبيٍّ ، وذلك أن واضح مفهوم العولمة رجلٌ يهودي أراد انحلال الثقافة الإسلاميّة وهيمنة الصهيونية والغربيّة على العالم أجمع ، ولعلّ هذا ما يحدث تقريباً .

لكنَّا وجدنا أيضاً تعريفاً إيجابياً استندنا عليه في مناظرتنا حتى نرجَّحَ كِفتنَا ، فقلنا أن العولمة هي : إعطاء طابع العالمية للشيء ، ومنها كسر الحواجز والحدود الجغرافيا والثقافية والاقتصادية بين دول العالم وتبادل المصالح والثقافات وإيجاد أسواق مشتركة .


هناك العديد من المقالات أخذت من العولمة جانبها الاقتصادي فقط ، حيث أنَّ العولمة في المنظور الاقتصادي لا يختلف عن النظام الرأسمالي الذي يريد إيجاد سوقٍ عالمي واحد مشترك ، وزيادة رأس مال الدول المتقدمّة على حِساب الدوَلِ النامية ، وهذا ما تشكّل عنه "صندوق النقد الدولي" ، وهناك أيضاً جانب العولمة السياسيّة والتي يُراد منها فرض سياسات عالمية مشتركة وتطبيق قوانين واتفاقيات يستفيد منها القوي على حساب الضعيف ، ولنا في "مجلس الأمن" خيرُ مثال .


الشاهد في الموضوع أنَ العولمة فعلاً ظاهرة واقعة وحققت أهدافها وبثت سمومها في العالم ، مما سبّب في انفتاح الدول الإسلامية وتأثرها بالثقافة الغربية مما أدى إلى انتشار الرذائل والفساد الخلقيّ .

لكن من الجانب الآخر فهناك إيجابيات حريٌّ بنا ذكرها وأن لا نتغافلَ عنها ، أهمها العولمة التكنولوجية التي أتاحت للعالم أجمع شبكة حاسوبية مشتركة سهلة الوصول يسهل من خلالها تبادل المصادر والمعلومات والمصالح ، وتتبعها برامج وتطبيقات سهّلت على الفرد - مهما كانت جُغرافيّته - العديد من أمور حياته ، وهذا واضح جداً .

لعلَّ أجمل مافي موضوع العولمة والذي جعلني أقف في جانب الـ (مع) هو أن ثقافتنا الإسلامية والمُستمّدة من شريعة ديننا الإسلامي الحنيف الذي هو أساساً قائم على العالميّة , وما محمدٌ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا رسولاً بُعث للعالم أجمع .

فالإسلام استفاد من العولمة في انتشاره في العالم ، فبدأً بالجزيرة العربيّة ووصولاً إلى السواحل الشرقيّة في آسيا ، التي انتشر الإسلام فيها بسبب العولمة ، متمثلاً في تبادل الثقافات وحُسن المعاملة بين التجّار المسلمين وشعوب تلك الدول .

ومع تطوّر الرُقعة الإسلامية وانتشار الفتوحات الإسلامية في أرجاء العالم ، ومروراً بالعصر الذهبيّ للحضارة الإسلامية التي بزغ منها علماء ومفكرين وفلاسفة قاموا بوضع أسس العلوم والرياضيات والطب ، واعتمدوا على بعض الترجمات الإغريقية واستمدوها من الثقافات الأخرى ، كل هذه الأمور ما كانت لتحدث لولا عالميّة الإسلام واستخدام وسيلة العولمة لتحقيق الغاية السامية المرجوّة .

وما تزال الخلافات تحوم حول العالميّة والعولمة باعتبارهُما مصطلحين مغايِرين ، وهذا الموضوع الشائك انتهى بالتعادل بين فريقي التناظر "مع" و "ضد" بحصولها على نفس العدد من النُقاط . وليس للموضوع خِتام ْ

الجمعة، 15 يوليو 2011

تــَخـيّـلْ !


كلنا نحفظ قول المولى عز وجل : {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون} ، اختلف المفسرّين في تأويل (ليعبدون) فمنهم من قال : "أي لآمرهم وأنهاهم" ، ومن قال : "ليخضعوا ويتذللوا" - وهي معنى العبادة - ، ومن قال : "التهيأة للعبادة" أي خُلقوا بأجسام وأعضاء وأوصاف تناسب العبادة ، كما يُمكن أن نقول خُلق الثور للحرث ، وخُلق الخيل للحرب وهكذا .

ولكن تأمّل معي أن تكون حياتك كُلها ، أربع وعشرين ساعة في اليوم ، سبعة أيام في الأسبوع ، اثنا عشرة شهراً في السنة ، كلها عبادة في عبادة ! ، هل يمكن ذلك ؟!

أترك لك التعليق هذه المرّة .