تناظرنا صباحاً في محاضرة الثقافة الإسلامية عن موضوع العولمة ، انقسم الطلبة إلى فريقان أحدهما مع العولمة - وأنا منهم - والآخر ضِدّها .
اجتمعْنا نحن المؤيّدين للعولمة صباحاً في مكتبة الجامعة وبحثنا عن العولمة ومفهومها وتعريفاتها ، وطبعاً كما كنّا نتوقع فإن أغلب المقالات والمواضيع تتحدّث عن العولمة بشكلً سلبيٍّ ، وذلك أن واضح مفهوم العولمة رجلٌ يهودي أراد انحلال الثقافة الإسلاميّة وهيمنة الصهيونية والغربيّة على العالم أجمع ، ولعلّ هذا ما يحدث تقريباً .
لكنَّا وجدنا أيضاً تعريفاً إيجابياً استندنا عليه في مناظرتنا حتى نرجَّحَ كِفتنَا ، فقلنا أن العولمة هي : إعطاء طابع العالمية للشيء ، ومنها كسر الحواجز والحدود الجغرافيا والثقافية والاقتصادية بين دول العالم وتبادل المصالح والثقافات وإيجاد أسواق مشتركة .
هناك العديد من المقالات أخذت من العولمة جانبها الاقتصادي فقط ، حيث أنَّ العولمة في المنظور الاقتصادي لا يختلف عن النظام الرأسمالي الذي يريد إيجاد سوقٍ عالمي واحد مشترك ، وزيادة رأس مال الدول المتقدمّة على حِساب الدوَلِ النامية ، وهذا ما تشكّل عنه "صندوق النقد الدولي" ، وهناك أيضاً جانب العولمة السياسيّة والتي يُراد منها فرض سياسات عالمية مشتركة وتطبيق قوانين واتفاقيات يستفيد منها القوي على حساب الضعيف ، ولنا في "مجلس الأمن" خيرُ مثال .
الشاهد في الموضوع أنَ العولمة فعلاً ظاهرة واقعة وحققت أهدافها وبثت سمومها في العالم ، مما سبّب في انفتاح الدول الإسلامية وتأثرها بالثقافة الغربية مما أدى إلى انتشار الرذائل والفساد الخلقيّ .
لكن من الجانب الآخر فهناك إيجابيات حريٌّ بنا ذكرها وأن لا نتغافلَ عنها ، أهمها العولمة التكنولوجية التي أتاحت للعالم أجمع شبكة حاسوبية مشتركة سهلة الوصول يسهل من خلالها تبادل المصادر والمعلومات والمصالح ، وتتبعها برامج وتطبيقات سهّلت على الفرد - مهما كانت جُغرافيّته - العديد من أمور حياته ، وهذا واضح جداً .
لعلَّ أجمل مافي موضوع العولمة والذي جعلني أقف في جانب الـ (مع) هو أن ثقافتنا الإسلامية والمُستمّدة من شريعة ديننا الإسلامي الحنيف الذي هو أساساً قائم على العالميّة , وما محمدٌ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا رسولاً بُعث للعالم أجمع .
فالإسلام استفاد من العولمة في انتشاره في العالم ، فبدأً بالجزيرة العربيّة ووصولاً إلى السواحل الشرقيّة في آسيا ، التي انتشر الإسلام فيها بسبب العولمة ، متمثلاً في تبادل الثقافات وحُسن المعاملة بين التجّار المسلمين وشعوب تلك الدول .
ومع تطوّر الرُقعة الإسلامية وانتشار الفتوحات الإسلامية في أرجاء العالم ، ومروراً بالعصر الذهبيّ للحضارة الإسلامية التي بزغ منها علماء ومفكرين وفلاسفة قاموا بوضع أسس العلوم والرياضيات والطب ، واعتمدوا على بعض الترجمات الإغريقية واستمدوها من الثقافات الأخرى ، كل هذه الأمور ما كانت لتحدث لولا عالميّة الإسلام واستخدام وسيلة العولمة لتحقيق الغاية السامية المرجوّة .
وما تزال الخلافات تحوم حول العالميّة والعولمة باعتبارهُما مصطلحين مغايِرين ، وهذا الموضوع الشائك انتهى بالتعادل بين فريقي التناظر "مع" و "ضد" بحصولها على نفس العدد من النُقاط . وليس للموضوع خِتام ْ.
لأول مرة أقرأ مقالاً يتحدث عن العولمة بشكل إيجابي.
ردحذفوهذا ما جعلني أفكر، أن المسلم مهما انتشرت حوله الأمور السلبية المؤثرة، فهو قادر على أن يخرج منها ما يفيد نفسه وأمته.
بوركتم :).
شكراً لتعليقِكْ ، نتمنّى ذلك .
ردحذفبارك الله بكِ .
مازلت عندي رأيي يا عبدالله ، وما تزال العولمة بنظري تلك الصورة الاستعمارية المقيتة التي ألبست ثوباً براقاً.
ردحذفأخي الحازبي :
ردحذفإذا كنت تقصد العولمة الحاليّة فإن جانبها التكنولوجي مليء بالإيجابيات وهذا المكان إحداها ، أما الجانب الاقتصادي فكلّهُ مساوئ ولاننسى الجانب الاقتصادي .
وأظل عند رأي أن العالميّة جميلة ، أما العولمة التي تقصدها فهي فعلاً مقيتةْ .
سُررت بمشاركتِكْ .