الخميس، 14 يوليو 2011

أحـِـبَّ الرسُول ْ


اعلم رحمِك الله أن مقياس حبّكَ للرسول صلى الله عليه وسلم ليس بغلوّه كما يفعَل الكثير من الصُوفيّة معتقدين بأنهم أحب المسلمين للرسول عليه الصلاة والسلام ; بل إن حب الحبيب المصطفى يكون بطاعته بعد طاعة الله عز وجل ، وطاعة الرسول عليه الصلاة والسلام من طاعة الله كما قال تعالى : {وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم}.

وطاعتُه تكون في الامتثال لأوامر صلى الله عليه وسلم واجتبابِ نواهيه , فهذا من الواجبات على كل مسلم ومسلمة ، وزيادة في الخير وإظهار حبك للنبي أبي القاسم هو أن تتبّعه خطوة بخطوة ، وفي كل أمورك الدنيوية من أقوال وأفعال ومُعاملات وصفات وأخلاق .

فهل تبخل على نفسك أن تكون أخاً للنبي صلى الله عليه وسلم ؟! ، نعم فقد قال عليه الصلاة والسلام فيما يرويه عنه خادمه أنس بن مالك ، قال : {قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "وددت أني لقيت إخواني" ، قال : فقال أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم : أوليس نحن إخوانك ؟ ، قال : "أنتم أصحابي ، ولكن إخواني الذين آمنوا بي ولم يروني"}.


هل أحسست بهذه المنزلة ؟ ، أن تكون أخاً لخير الخلق وأشرف من وطأت قدماه الثرى ! ، اللهم إني أسألك إيماناً صادقاً وحباً خالداً لنبيك محمداْ ، واجعلنا أن نكون ممن قال فيهم صلى الله عليه وسلم (إخوانه).

الثلاثاء، 12 يوليو 2011

يمِّـنوا , تُيـمَّـنوُا ْ

أوصى رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم بالتيمّن ، ففي حديث أمَّنا عائشة رضي الله عنها - اللهم احشرني معها - قالت : { كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجبه التيمّن في تنعلّهِ ، وترجّله ، وطهوره ، وفي شأنه كلّه }.

فهذه سُنة قدوتنا عليه الصلاة والسلام ، فاتباع أوامره واجتناب نواهيه من الأصول ، ومشابهة سننه التي يأمر بها هي من زيادة محبّته صلى الله عليه وسلم . فمن أحب النبي اتبعّه ، وليس الحب في التبرّك به بعد موته ، وطلب الشفاعة منه ، إنمّا شفاعته تكون بإذن الله تعالى وفي يوم المحشرْ .


فالتيّمن هو البدء باليمين ، فأحبَّ بدء لبسه النعال بالفردة اليُمنى ، وترجّله أي تسريح شعره وتحسينه فيبدأ بالشق الأيمن من الرأس ، وهكذا في شأنه كله ، بأبي هو وأمي عليه الصلاة والسلام .


لا شكَّ أن بعض العادات يسهُل تغييرها ، وما هذه الأمور بالعظيمة أو المُجهِدة ، بل هي أمورٌ بسيطة واعتيادية - روتينيّة - ، فاتبعوه في شأنكم كلّه بغية الثواب ، وإظهاراً لحبّه في قلوبكم .


وإن شاء الله لنا تكملة في تدوينات أخرى عن مشابهة رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم .


{مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً} - الفتح (29) .


 http://www.rasoulallah.net/

الاثنين، 11 يوليو 2011

مـُــفـَــارقــَــات ْ (2)


1.

خرج من المُجمّع التجاريّ مع أصحابه منتشياً بالفلم الذي شاهده ، أخذوا يدخنّون قليلاً ويتحادثون ، ثم مضُوا يلعبُون الورق في مجلس صديق ، ثمَ أذّن الفجر ; فلبَّ ، وقد أفلحْ .



2.
شخصيّة قياديّة ، مُخطّط جيد لحياته ، أهدافه طموحة ، مجدٌّ في عمله . أينَ حِفظ القرآن من أهدافك ؟! ، ما أفلحْ .


3.
صاحب أصدقاءَ سوءٍ ، جرّب فدخّن ثم أدمنَ ، أحرقَ مالهُ فبذرْ ، وإذا كبُر أهلكتهُ الأمراضْ ; فأخذ يُعالجُ نفسه مما كسبت يداهُ في عمرِه ، فما أفلحْ .

4.
بارُّ لوالديه ، خيّرٌ لأهله ، تزوّج تلك الجميلةْ ، ففاضلها على أمّه ، فلم ترضَ عليه ، فحقَّ عليه القول ، فما أفلحْ .


5.

خرج مع زوجته وهي بكامل زينتها ، لسانُ حالِه يقول : "انظروا ! لدي امرأة جميلة" ! ، وآخر سترت زوجته نفسها بسواد في سواد تثير اشمئزاز الناظرين . قد أفلحت! .



6.
منهم من يجري ليكون لائقاً ومنهم من يمشي مسرعاً ليقتل دهُون جسمه المُثقِلة ، وآخر يجلس يستنشق سُماً ويزفِرُ مرضاً ، وآخر يأكل ويشرب ثم يُغادر ولا يكترث لما خلّفه من فضلات ، يقول إنني وسِخْ . من أفلح ؟ .

الجمعة، 8 يوليو 2011

مـُــفـَــارقــَــات ْ



1.
 

على الشرفة ، يُداعب النسيم خِصلات شعرهَا ، تجلس محدّقة ببحيرة قصرها ، يخرج ضفدعٌ  .. فتتخيله فارس أحلامها !.


2.
يملؤه الحقد الدفين ، يناظر المرآة السحريّة ويسألها : "من أقبح مخلوقات الأرض؟" ، فتريه المرآة صورتُه هو ! . لا تظنًّ أنك أفضل من (شرشبيل) ، فإن المرآة لا تُخطئ أبداً.

3.
لا ينفكُّ يذكر إنجازاته وبطولاته ، وكيف أنه فعل كذا وكذا وتميّز في هذا وذاك ، وحين يُنجزُ أحدهم ويُصبح بطلاً تراه يقدحُ فيه ويُسهِبْ ويجلعه لاشيء . ألا إنه هو اللاشيءْ !. تذكّر كلما نفخت في البالون أكثر ، سُرعان ما ينفجُر بكَ.

4.
أديبٌ لامعٌ ، شهد له القاصي والدّاني برقيّ كلمه وبداعة حرفِه ، ثم بعدها (صدّق روحه) وتجرّأ على مجاراة القرآنْ ! ، حُبط عملكْ.

5.
أمتع الجمهور بصوته الشجيّ ، وصله صداه مشارق الأرض وطربت لها الآذان ، ترك هذا كلّه والتجأ إلى الرحمن! .

6.
ديّنة خلوقة ، أطاعت ربّها وصانت فرجها وشَرُف بها أهلها ، وحين تزوّجت ، أطاعت زوجها وهجرَتْ أهلها ودخلت نار ربّها! .

7.
اجتهد وكافحْ ، درس ونجحْ ، تعلّم وبلغ أعلى المناصِبْ ، تزوّج حسناءً جميلة ، كثـُر مالهُ وولدهُ ، ولا يُتقن تلاوة قرآنٍ .

.
.

من هو الأنموذج المشرِّف ؟!


الخميس، 7 يوليو 2011

الصِّـراطَ المُسـتـقيـمْ

يقول المسلم : "اهدنا الصراط المستقيم" في يومه إن أدّى فرائضه المكتوبة خمسة عشرَ مرّة .


ليَسأل الواحد منّا نفسه ، ما هو الصراط المستقيم ؟! ، إذا كنتَ تعرفه ، فهل قررّت السير فيه ؟ ، إذا لم تقرر بعد فكيف سيستجيب لك الله دعوتكَ هذه التي تكررّها عشرات المرة كل يوم ؟.


لا شك أن الله لم يخلق العباد عبثاً ، بل خلقهم لعبادته ، وأنزل لهم الرسل تتراً ، وآخر المرسلين هو محمداً حبيبنا صلى الله عليه وسلم ، ولا شكّ أن النهج الذي سار عليه رسولنا الكريم هو خير النهج واتباعه هو السير في صراط الله المستقيم .


فهل نحن نتبّع رسولنا ونسير على خُطاه ؟ .


يا مُكثراً بالمعاصي ليل نهار .. وتقول إن لي رباً غفار .. 

فكما أن الله غفور رحيم ،، ألا إن عذابه عذاب أليم .


نعم ، دائماً ما يُحقّر الصالحين أعمالهم ويخشون عذاب الله ، وأما العاصين فيتكبرون بحسناتهم !


رُويَ أن واحداً من الصحابة جاء إلى أمه عائشة يسألها 

{
- متى يكون المرء تقياً ؟ .

- قالت عندما يعرف أنه مُخطئ .


قال : ومتى يعرف أنه مُخطئ ؟ .

- قالت : عندما يظنّ أنه تقيّ .

}

قلّة العزيمة والإرادة هي التي تعيق إنابة العبد لربّه ، فالبعض يعصي ويُذنب ، وتقول له متى تتوب عن هذه الأفعال ؟ ، فيحدد التوبة عند الزواج أو عندما يحج .. وهكذا .


والله تعالى يقول : {سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والأرض} سورة الحديد .


فيجب أن تكون هناك مبادرة قوية وسريعة للإنابة إلى الله ، فالله يحّب لعبادة المسابقة إلى الخيرات والمغفرات بإذنه .


فيا عبدَالله ، لمَ الانتظاْر ؟ 


(إذا كنت تقرأ هذا ، صلّ على نبي الله ما تيسّر ، وقم صلّ ركعتين لوجه الله ولا تختلق الأعذار ، وابدئ صفحة جديد في حياتِك ، وكن مع الله ، فما أجمل الحياة مع الله !؟)









اللهم اهدنا إلى صراط المستقيم ،،
اللهم احشرنا مع نبيك الكريم ،،
اللهم اغفرلنا وارحمنا يا رحيم ،،
(آمين) .

الأحد، 3 يوليو 2011

التـَغيـيرْ


يقولون : الخوف من الفشل هو الفشل بعينه .

لأن الخوف من الفشل يعني أنك لن تقدم على أي مغامرة أو تحدي جديد بحجة أنك من الممكن أن تفشل ، لمَ تنسى بأنك يمكن أن تنجح أيضاً ؟ .

ليس الفشل من يخطئ ، فكل بني آدم خطّاء ، فإذا قدِمت على أمرٍ ولم تنجح فيه فليست هذه هي نهاية المطاف ، فالتعلم من أخطائك هو سلّم النجاح ، وكل عثرة تعيق طريقك ابني بها صرحاً لتعلوْ .


يقولون : أفضل طريقة للتعلم هي التجربة ، ويقولون : التجربة خير برهان .

فالعلم بلا تطبيق لا يُجدي ، وسيذهب أدراج الرياح في ذاكرة النسيانْ ، سارِع في تطبيق ما تتعلمّه وإن كان شيئاً صغيراً .


برمج نفسك على قول "نعم".
يقولون بأن الإنسان وحسب فطرته وتربيته يعتاد على كلمة "لا" ، فمنذ طفولته وهو يسمع أمه تقول له : "لا تفعل هذا ، لا تقترب من هذا" ولا ولا ولا . فيـَـصعبُ عليه بعد ذلك أن يقول نعم .



قول نعم يجعلك تتعلم أكثر ، وتنجح أكثر ، فأي تحدي جديد يُوكل إليك فبادر بقول نعم ، أستطيع فعل هذا .
إذا أعطاك رئيسك في العمل مهمة معيّنة ، فبادر بقبولها لتصبح شخصاً أكثر إيجابية ، وتصبح مطلوباً أكثر ، ولتعْلم أن نعم يُضاف إلى رصيد نجاحك .


يقولون : فكر لخمسة ثواني قبل قول لا ، وفكّر لثانية واحد قبل قول نعم .


الجمعة، 1 يوليو 2011

عـشْـوائـيَّـات ْ


سأكُتب هذه التدوينة باللهجة العامّية لما في العشوائيّات من عمُوم ، توكّلتُ على الله .




1.

سبحان مقلب القلوب والأبصارْ ، فيني نشاط قلت أروح أسوي رياضة على الكورنيش بالرغم من عدم لطافة الجو ، لكن فعلاً هي آية ; لأني لما قربت صوب الكرنيش لاحظته "مُظلم" - مُعتـِـمْ - والأبراج اختفت ! ، وكأن الله مُرسل الريح يخبرنا بأن ذرات الغبار التي لا تزُن شيئاً - تقديرياً - قادرة على إخفاء الكتل الإسمنتية الهائلة التي تفننّا في بنائها.




2.


الحياة فيها الجميل وفيها المُشين ، حتى إن الناظر للجو يقول : "ياه ، شالجو التعيس" ، لكني بعد الركض والتقاط الأنفاس نزلت على شاطئ الكورنيش وكانت "ثابرة" - حالة جـَـزْر - واستمتعت بأني تخلّصت من حذائي ودخلت البحْر حافياً واستعدت نشاطي بغُسلي من ماء البحْر ، ثم استلقيت على العُشب وتمرّنت قليلاً ، واستمتعت بانبساط الأرض ، فهو القائل جلّ جلاله : {والأرض فرشناها فنعمَ الماهدون} .  فحتى لو كان الهواء غير جميل ، فهناك البحر الجميل ، والعشب الجميل ، والراحة والطمأنينة .
 وإن طغى شيء فهناك الجميل مُختبئ وراءَهْ.



3.


أوه تعبت من التمرين ، وصرت بحاجة لماء أعوّض به ما أخرجه جسمي من عرَق ليَحفظَ حرارته ، فسبحان الله وما عظمة كيميائية الجسم وفيزيائيته . أخرجت ريالاً وكان بحالة جيدة نسبياً ، حاولت مرة ومرتان وثلاث وخمس وستة وسبعة لكن الآلة ترفض قبوله ، "ياه شفيها هالتعيسة" ، شفت اثنين من جنسية آسيوية - عمّال - وقلت بالإنجليزي : "اعذرني ، هل لديك ريالاً بحالة جيدة أبادلك إياه ؟" ، لم ينطقا ببنت شفة ، بعدين قال واحد منهم : "اش فيه مشكل؟" ، خذا الريال ومسكه بطريقة معيّنة ودخله الآلة ومن أوّل مرة قبلته وضغطت الزر وخذت القارورة ، يقولي بالإنجليزي "الأمر سهلاً أليس كذلك !" ، قلت سبحان الله ، شكراً ، جزاك الله خير.



4.


توقفت عند الإشارة وكنت أشرب من الماي ويمبي كروزر فيه شباب ، خضّرت ومشيت وهو مشى وكنت يساره وأبي أروح أقصى اليمين ، تم محكّرلي - موازيني - "بلعانة" ، اضطّرني إني أدوس ريس وأعدي اللاين كله وأكسر يمين ، وكسرت لكن "بهدوء" ، فليش هالحركات يعني يا شباب ؟!.



ختامْ : كل هذا حصل في ساعتين .