الأحد، 13 نوفمبر 2011

جُــحـَـا !


فإنه قد كثرت الحكايات التي تسخر من شخصية جحا هذا وتصوّره بالأبله والمعتوه والأحمق - حاشاه عن ذلك -. فهل تعلم من هو جحا هذا ؟ ، أتُراه شخصيةً حقيقية أم من وحي الخيال ؟!.

اسمه الحقيقي هو دجين بن ثابت الفزاريّ ، ويُكنّي بأبا الغصن ، وهو من التابعين حيث عاش في القرن الهجري الأول ، وقد رأى الصحابي أنس بن مالك خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكانت أمّه - أي أم دجين - خادمة لأنس بن مالك رضي الله عنه.

ومن مناقبه: أنه كان سمحٌ ، صفيّ السريرة ، يُعرف بالذكاء ، وقد روى عنه "أسلم" وهو مولى عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وروى عنه هشام بن عروة وعبدالله بن المبارك.

فهو دجين التابعي الجليل ، الرجل الصالح ، ناقل لأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قيل أنه عاش لأكثر من مئة سنة ، وبعد موته بدأ أعداؤه بنشر كلام كاذب حوله ويُقال بأن جاره كان أحمقاً وكان هو الذي ينشر عنه الحكايات والقصص الكاذبة التي كان من الأحق أن ينسبها لنفسه! .

ويشهد حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم على خيريّة التابعين حيث قال : "خير القرون قرني ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم" .

فلا ينبغي أبداً الحديث بالسوء عن أخيك المسلم فكيف بأخير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته !.

إذا عجبك ما قرأت فانشر لداع الأهمية والذبّ عن المسلمين.


الاثنين، 24 أكتوبر 2011

كُن ولا تكُنْ .


كن كالشجرة ..

جذورك أقوى من فروعك ..
شامخ لا تنكسر .. متعالي عن الرديء ..
ملجأ ً لغيرك .. وعلى أغصانك تعتاش الطيور بأمان ..
تسقط الميت من أوراقك .. لتنتظر أخرى ناضرة وأجمل .



لا تكن كالحرباء ..

تأكل كل ما يدخل فمك من الحشرات والقوارض والزواحف ..
لا تستقي سوى مياة الصرف النتنة ..
انطوائي يعيش لنفسه .. لا يُحب مشاركة الآخرين ..
تخفي ملامحك وتتشكّل حسب كل موقف وظرف .

ليس من الضروري أن تكون الشجرة نباتاً ، أو يكون الحرباء حيواناً ،، فهناك إنس ينطبق عليهم ما لا يُذكر أعلاه من السلب أو الإيجاب .


الثلاثاء، 4 أكتوبر 2011

التسوّلْ


هل تعلم أن هناك نوعان من التسوّل ؟ ، النوع الأول وهو التسول في الطرقات ، أما عن النوع الثاني فهو من غير (في ولام التعريف) وهو تسول الطرقات .

ففي السابق كنّا نرى المتسولين وهم يظهرون في حالة يُرثى لها ، ويتسوّلون من غير أن يجبروك على إعطائهم ما يريدون ، أما الآن فالتسول يكون عن طريق سيارات فارهة كالـ “بورش أو المرسيدس” ، ويضياقك المتسول بتصرفه حيث أنه يريد إجبارك على إعطائه حقّك أنت ! ، فيا للعجب ! .. أليس هذا زمن العجب !.

التسول في طرقات جاء نتيجة فقر المال ، أما تسول الطرقات فهو نتيجة فقر الأخلاق !. 

رسالة لكل متسوّل طريق : القيادة فن وذوق وأخلاق !.
رسالة لكل متسوّل في الطريق : الله يعطيك :) .

هل تقترح أية حلول للحد من ظاهرة التسوّل المذكورة أعلاه ؟ . تفضل برأيك (ت).

السبت، 10 سبتمبر 2011

جــفافـْ


أعترف بأني لم أكتب شيئاً منذ مدة ، لا أعلم أين اختفت الزفرات ! ، حسناً لقد جدّ جديد وأردت كتابة (شيء) لأعتاد قليلاً على أمكنة الأحرف المستجدة . نعم استجّدت وازداد حياة التقنية جمالاً بعد اقتنائي لجهاز "التفاحة" . كما وصفتها سابقاً أشعر بأني خرجت من ظلمات (ميكروسوف) إلى نور الـ(الأبل) . أكرر أبل وليس إبل ! .


أجدني الآن أكتب ببطئ شديد فهل يلزمني صديقي الجديد بأن أعبر بالرسم والتصميم بدل الأحرف التي أعشقها ؟ ، أم يريدني أن أستبدل لغتي العربية بأخرى جافة لا فيها بديع ولا ربيع ، ولا جناس ولا تورية ، ولا استعارة ولا بلاغة .


حسناً كفى . عفواً لوقتك الضائع (ت) .

الأحد، 14 أغسطس 2011

لـيـلَـة النــصْـفْ

قال تعالى : {إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي}.

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : {تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما كتاب الله وسنة رسوله}.

فوجب على كل مسلم اتباع أوامر الله ورسوله واجتناب نواهيهما! ، فمالِ بعض القوم إذا قيلَ لهم قال الرسول بكذا قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون ؟!

فهذا خير الشهور رمضان المبارك ، لم يَسلم من المُحدثات والأخطاء ، فالأغلب يسعى لا للصوم بل لملئ البطون!.

ويقول الكثير بحديث ضعيف جداً وفيه {رمضان أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار} ، ويكأن رحمة الله حُصرت في أيام ومغفرته في أيام !؟ .

بل الصحيح هو أن لله في كل ليلة عُتقاء من النار ، فاللهم اجعلنا منهم .

كثُر الغلطْ في ليلة النصف من رمضان ، والتي تُسمى "قرقيعان أو قرنقعوه وغيرها" ، فلم يعلموا لها أصلاً فقالوا هي من التُراث والعادات والتقاليد!.

فمع قليل من البحث سيتضح أن هذه الاحتفال ابتدأه الفاطميين بعد القرون المفضلة ، ويحتفل الروافض فيه لميلاد الحسن رضي الله عنه.

ولكن يا أسفي عندما يحتج بعض السفهاء بأنها فرحة للأطفال وهي عادة وليست من الدين ومن هذه الأمور ، وهل أنتم أرحم بالأطفال من الرسول صلى الله عليه وسلم ؟! ، وهل أنتم أعلم أم هو ؟

فهذا حديث الرسول - صلى الله عليه وسلم - وقد نهى الأطفال عن (اللعب) في يومين كانا يلعبان فيهما في الجاهلية ، فلماذا نهى عليه السلام عن هذا ؟ وقال إن الله أبدلكم خيراً منهما ! ، هل في لعب الأطفال عيداً ؟ أم له علاقة بالدين ؟

راجع عقلك ، فتالله إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أرحم من الناس جميعاً ، وأعلم منهم جميعاً وهو القُـدوة في كل أمر.

فعندما ننهى عن القرنقعوه يقولون أنتم متشددون وهذا احتفال تُراثي ، وما نحن إلا مُتبعين لرسولنا صلى الله عليه وسلم ، فليَعلم أن من يُصر على فعله فإنما يريد أن يتكبر على قول نبيّه الكريم ، فلا حول ولا قوة إلا بالله .

قال تعالى : {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر}.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .


السبت، 6 أغسطس 2011

عــَـلَى مُـكــْـــث ْ


قال تعالى : {وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث}.
وقال جل من قائل : {ولا تحرّك به لسانك لتعجل به}.
وقال تبارك وتعالى : {كتاب أنزلناه إليك مباركاً ليتدبروا آياته}.

والآيات في ذلك كثيرة .


فهذا القرآنُ العظيم ، أنزله الله إلى العالمين وجعله كتابَ هداية ، ليهدي من أضلَّ الله ، ويقوّم للناس سلوكهم وأمور حياتهم وأخْراهُم ، فما بالنا هجَرنا القرآن الكريم ! ، وإذا جاء رمضانْ تعجّلنا به ولم نتبدّره كما يُريد ربنا تدبّره والتفكر في معانيه ؟!.

قال ابن تيمية رحمه الله : {ندمت على تضييع أوقاتي في غير معاني القرآن}.

فمن هو ابن تيمية ؟! ، هذا شيخ الإسلام ، العالم الجليل التقي الورع ، الذي أعز الله ذكره على كل لسان ، وجعله نبراساً للهداية واتباع سنة المصطفى ، ويقول رحمه الله في حياته هذا الكلام . فتأمّــلْ !


فماذا قدّمت أنت ؟ ، لا شيء ! ، ومع ذلك لا تتدبّر القرآن ، إن هذا لشيء عُجابْ.

اقرأ القرآن ، وعندما تقرؤه اعلم أنه كلام الله ، واعلم أن كلَّ آية تُخاطبك ، فإذا مررت بأمر فامتثل ، وإذا مررت بنهي فانتهي ، فكيف بك وربّك الذي يُخاطبك ؟ 

فاتقوا الله يا عبادَ الله ، فهذا شهر رمضان قد ولّت أولى أيامه ، فنسأل الله أن يُحسن لنا أعمالنا في ما تبقى منّه ، ونسأل الله القبول والإخلاص.

ولا تنسى ، تدبّر ثم تدبّر ثم تدبّر !

الجمعة، 29 يوليو 2011

رمـضــَـان ْ


رمضان على الأبواب ، يجيء في البال حتماً كثرة الطعام ومشاهدة الحرام والمبيت في الخيام .

بعضهم حالهُ في رمضان إجازة سنوية يلهو بها ، يُدمن المسلسلات والبرامج والمسابقات ، صائم بالنهار مُشيّش بالليل ، تالياً للقرآن نهاراً راقصاً على أوتار الأغاني ليلاً .

يجيء رمضان ويذهب ورَغِمَ أنفُ الكثير من أمة محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - ويا أسفاه على هؤلاء!.


يجيء رمضان وهناك فئة أخيَرْ ، فتترك المعاصي وتتفرغ للعبادة وكأنهم "مسلمين جُدد" ، فيكد ويجتهد وفور انتهاء الشهر ورواحُهْ ، كأن لم يمسّهُ خيرٌ قطْ !؟ ، كأن لم تنفحَهُ رحمات الشهر الفضيل ، فيعود لما كان عليهِ ويا لها من خسارةْ !.

فإلى متى ؟!

أما من توبة صادقة ؟! ، إلى متى تغرق بالمعاصي يا بن آدم وما خلقك الله إلا لعبادته!.


شهرٌ تُيسَّر فيه الطاعات ، وتُغلق فيه أبواب النار وتُفتح أبواب الجنة ، وتُسجَنُ الشياطين في أغلالٍ ، فكل هذه العوامل تُساعد على توفر بيئة إيمانية وروحانية لن تجدها في غيرها من الشهور!.

فهل من متصيّد لمغفرة ؟! ، هل من فائز بمسابقة العتق من النيران ومغفرة الذنوب!.

انوِ العودة إلى الله ، اعزم على التوبة الصادقة النصوح التي تُغيّر حياتك للأبد ، حياةٌ كلها لله ، ومِلؤها العبادة ، وحلاوتها الإيمان. فما أجملها من حياة ؟ وما أحلاها من عيشة ؟ ، إنها الحياة مع الله .

اللهم اهدنا لما فيه من الحق بإذنك وثبتنا على طاعتك ، اللهم آمين .