الثلاثاء، 22 مارس 2016

تلـكَ الليلـةُ الباهرة ْ

في تلك الليلة الباهرة، كنت أبحث عن التطابق، كانت تجرّني رائحة عطر جذابة، إلى أرض بسيطة، أرضٍ لم أطأها من قبل، ولم أرها حتى في أحلامي. وجدتني أتلمس طريقي على سطوحها، أمشي الهوينا، أخطو خطوات خجولة، ثم أتراجع خطوتين وأرفع رأسي قليلًا، أتلمس طريقي مرة أخرى فأرى سهولًا خصبة، سهولًا ذهبية دافئة، ومن وراء السهول تبرز قممٌ بيضاء، كأنها تناديني متلهفة، تشتهي صعودها، أعدّ المسير بحذر، تصبح الهضبة أمامي، أصاعد خطاي فأراها تنغمس طرية، حتى إن وصلت القمة، وجدت فوهة ينبوع، بعد مسيرتي الطويلة المرهقة، كافأتني تلك الأرض الطيبة فوق ذاك الجبل، غرفتُ من ذلك الينبوع شرابًا حلوًا لا لون له، كأنه أكسير السعادة.

واصلت المسير، بخطوات شغوفة أستكشف طريقي، حتى وجدت واحةً، مكتنزةٌ أطرافها، واسعٌ عمقها، عذب ماؤها، عطِرةٌ رائحتها، أدركت حينها أني وصلت مبتغاي فارتويتُ مِلئي، وطابق ارتوائي شوقها، وعطشي شبعها.

الأربعاء، 2 مارس 2016

هل يستطيع الروبوت فعلًا أن يحل مكان الإنسان في المستقبل؟


وصلني هذا التساؤل في تويتر من أحد الأخوة الأعزاء، ردًا على سؤالي للكتابة في موضوع فلسفي/فكري. وها أنذا سأبدأ بالكتابة عنه.

في الحقيقة أن الرد على هذا السؤال الذي يبدو بسيطًا في ظاهره، ويستطيع أي شخص أن يُجيب بكل عفوية لا أبدًا، أو بكل تسرع إي نعم إن كان عقله متشبعًا بأفلامٍ خيالية غير علمية مما تبثها سينما الهوليوود الخبيثة.


الاثنين، 8 فبراير 2016

تولّـدْ الأفكـار ْ

عندما أخلو بنفسي، وكثيرة هي خلواتي. تجول في عقلي ألف ألف فكرة، أحاول جاهدًا بالساعات ترتيبها والخلاص بشيء أستطيع تنفيذه أو حتى استلاله كتابيًا. عملية تولّد الأفكار مُعقدة بلا شك ومن حيث لا تشعر. إنني أقولها حقيقة لا مجازًا، حقيقة الأفكار تتولد من اللاشعور، ومعظم الأفكار هي بداخلنا مكبوتة في اللاشعور، وقليل منها لحسن الحظ ينتقل من عالم اللاشعور إلى الشعور، وعندها ندرك أن لدينا فكرة تتحرك يمُنى ويُسرى، ألا ترى أنك عندما تحلم ويكون الحلم صاخبًا جدًا، وبمجرد استيقاظك لا تعود تتذكر إلا شذرات بسيطة من الحلم؟ مع أن الحلم وأنت تحلم كُنت تظن أنه يُحكى في ساعات.

السبت، 7 نوفمبر 2015

زفيـرْ

هل من الحكمة تدوين أجزاء من حياتك كي تذكرها مستقبلًا، ولكن لا تعلم كيف ستذكرها، هل ستوقظ فيك جراحًا، أم ستُسكن فيك الأمل بحاضرٍ أفضل، أم ستبستم فقط، أم ستحزن؟ 
كنتُ قلت أنني سأدون المنحنيات الهامة في حياتي، ثم بدا لي أنني لم أدوّن الكثير، تكاسلًا أم تجنبًا لمستقبل لن يعجبه ما حدث، ويُفضّل النسيان حتمًا. 

لقد بدأت مرحلة العمل بعد دراسة مضنية، عملٌ لا أعوّل عليه كثيرًا كما كنتُ أحسب، ولكن لملئ بعد الفراغات التي تصلني لما أريد، أُعطيت وعودًا وزخارف واهنة ولم أجدها حين بدأت، أكملت الآن شهرًا كاملًا، وكما كنتُ أتوقع مني أني لن أشعر بأي حماس إذا استمر العمل روتينيًا مملًا، فضلًا على أنه لا توجد أية تحديات، فضلًا عن وجود ما لم أكن أحسبه، رئيسًا تقليديًا، وزملاء متحجرين، مُعتدين بأنفسهم وعجبًا من ذلك، مع أنهم لا يعملون أفضل من بعض الآلات المكتبية كما تتصورها قارئي المُبجّل. هذا ما يثير حنقي فعلًا، كيف لآلة لا تُقدّر أي ابتكار، دُمية تتلاعب بها حبال البيروقراطية والمركزية في آن، أن تظن ولو لوهلة أنها متفضلة على الآخرين، وأنها تفهم أكثر مني! وأنني سأتعلّم منها شيئًا، عجبي فعلًا.

هي مرحلة وأتمنى أن ترحل سريعًا، وأن أكتب قريبًا عن تلك الأمنية القريبة المطوية في زمن لم يأتِ بعد.


الجمعة، 11 سبتمبر 2015

في أنـفسـِكـُم ْ (٣)


الله هو الخالقُ وحده، وكل ما سواه مخلوقٌ. وللخلق عوالمٌ تُعدّ، ومنها (عالم الجنّ، وعالم الإنس، وعالم الملائكة، وعالم الحيوان، وعالم النبات، وعالم البحار...)، وتشترك كل هذه العوالم بأنها مخلوقة، ويتمايز عالَمان فقط بالتكليف، وهما عالم الإنس والجانّ. قال تعالى: {وما خلقتُ الجنّ والإنس إلا ليعبدون} الذاريات. والعبادة هي إفرادُ الله بالتوحيد، ونقيضه الشرك.

الثلاثاء، 16 يونيو 2015

ماذا بعد #دوحة_لايف

جميل أن تظهر قصة الدوحة في سلسلة سناب شات الحية لملايين الناس من كافة أنحاء العالم بتلك الصورة التي أعجبت الكثيرين، ووصلت صداها إلينا من العديد من الحسابات الأجنبية وأيضًا الخليجية، وكلنا جلسنا نترقب وننتظر ظهور القصة في صباح يوم ١٥ يونيو ٢٠١٥ حتى ظهرت أخيرًا في التاسعة صباحًا، وكم كانت البداية قوية وجميلة.

قطر تنجح، وشعبها ينجح أيضًا في خلق الصورة الإعلامية المُشرّفة ومن دون تخطيط مُسبق ولا عقد لجان واجتماعات، العفوية التي ظهرت بها المقاطع مع عكس الثقافة الخليجية والهوية الإسلامية تُثلج الصدور، بأنه ما يزال هناك الخير الكثير في قلوب الناس، وإن كانت الفئة التي نراها غالبًا في الشوارع والتجمعات لا تعكس ذلك الشيء، لكن لنا بحكم الظاهر وبرؤية الجميل.

الأحد، 5 أبريل 2015

مرحلـة ستفنـى ْ

لو استطعت تقسيم عُمري شقين، لقسِمته لما قبل الجامعة وما بعدها، وأثناءها، لقد راوغت نفسي!، لأنني كما يعرفني القريب والبعيد لم أعش مرحلة في حياتي أطول من هذه التي أعيشها طالبًا في جامعة قطر، منذ التحاقي بها في سبتمبر ٢٠٠٨ وإلى يونيو ٢٠١٥ بإذن الله، فهذه ستة سنوات وتسعة أشهر، أعيش أيامي الدراسية على غير رتابة، فالأمر يختلف في مراحل التعليم المدرسي حيث الرتابة والتعذيب الصباحي روتين مُلزم.