الاثنين، 19 يناير 2015

تـغيّـر ْ

يتغير الناس علينا كما نقول، ففي لحظة سعادة بعد غياب طويل نراهم أمامنا صدفة، وعقلنا يُسارع في استراجع الذكريات السعيدة عنهم كي يُعطينا نفس الانطباع المرجو منهم، ولكن الحقيقة أقوى من الذكريات، لم يُعد يراكَ كما كُنت، لقد تغيّر فُلانٌ عليّ، لماذا أصبح يُكلمني كغريب يلتقي بي لأول مرة، حتى أنه يدّعي اهتمامه بكيفية سير أعمالي التي توقفت عنها منذ سنتين!، نعم رُبّما توقفت ذاكرته عند تلك اللحظة.

لا ألوم المرءَ إذا تغيّر عن ماهيته التي أعهدها قبل مدة ليست بالقصيرة، فالحياة على قصرها تتغير بوتيرة سريعة وتتلاطم أحداثها بشدة، فإن لم تُسايرها وتتشكل معها وتُراكب أمواجَها فلربما غرقت في قاعٍ لن تنتشُلك منه يد الصديق أبدًا. 

التغيير مطلوب أكيد، لكن تغييرك أنت للأفضل هو الواجب، فهل يرتبط هذا التغيير إجبارًا بتغيّرك نحو الآخرين وعلاقاتك بهم، لا أظنّ ذلك، كلنا نتغير ونتجدد، تتوسّع مفاهيمنا ونشرب من كؤوس المعرفة التي تقدمها لنا التجربة، ولربمّا تجرعنا بعض السموم لكن يجب الحذر دومًا أن لا تشرب كأسًا من يدِ غريب لا تأمنه، ولْنقل أيضًا “انتقِ كأسك جيدًا”، والبس ثيابًا تُناسبك كي لا تبدو مُختالًا، أو أحمقًا مزدرءَ الحال. 

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق