الأربعاء، 22 مارس 2017

حُـمى الفتوى

خرج من بيته كعادته عندما يبحث عن هدوء قلما يجده، وضع المفتاح ثم أداره بسرعة وانطلق غير قاصد أية وجهة..


أشغل المذياع واستمع للموجة الاعتيادية وهي إذاعة القرآن الكريم، لم يكد حتى سمع سائلًا في برنامج للإفتاء يسأل عن حكم صلاته التي نسي فيها أن يجلس للتشهد الأوسط. كانت إجابة المفتي حاضرة لحظيًا حيث قال: إن كان نسيانها غير متعمد ولم يستطع أن يأتي بالتشهد فور تذكره فعليه أن يسجد للسهو لتركه واجبًا من واجبات الصلاة، وإن لم يكن فعل أيًا من ذلك فلا شيء عليه.

ضاق صدره وقال في نفسه: ما بال هؤلاء القوم، يصلون كل يوم خمس صلوات على الأقل، ويعلمون أن الصلاة فريضة وهو العهد الذي بيننا وبين الكافرين، ومع تلك الأهمية القصوى، يتغاضى القوم عن تعلم أحكام صلاتهم الميسرة، شروطها وواجباتها وأركانها وسننها، وما يترتب على ذلك كله من أجر أو إثم أو ترك أو غيره..

أضربَ كفًا بكف، وحوقل.

هل يُعذر أحدٌ الآن على تركه للعلم والتعلم وكل شيء يمكن الوصول إليه في دقيقة، ومن غير جهد، الجوال في جيبك، والدروس تنتظر طلّابها، والعلماء يتشوقون لرؤية الطالبين، فأين هم تائهون؟.

طلب العلم واجب على كل مسلم..


ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق