الاثنين، 9 مارس 2015

زواجٌ حيوانـيّ ْ

 أقوى الغرائز الفطرية عند الإنسان ربما ترجع إلى أصله الحيواني - بغض النظر عن حساسية الكلمة عند البعض - وهي غريزة الحياة وفي رواية "الجنس". غريزة الجنس أصل هامٌ لبقاء الفصيلة الإنسانية وهو هدف من أهداف هذه الحياة، ولما كان فيها من الأهمية؛ فقد جاءت الشريعة بأحسن تنظيم وأفضل طريقة تجري بها مراحل هذا الأصل الغريزي والغاية الأسمى "التكاثر" وهي طريقة الزواج.

وعند الحيوانات فلا يهم كل ذلك، فالغريزة الحيوانية تُشبع بشكل فطري ولكنها أيضًا تكون منظمة بطريقة ما، والإنسان بطبيعة الحال مُكرّم عن الحيوان غير العاقل، ولكن الكثير من الإنس انسلخوا من عقولهم وارقتائهم الإنساني حتى رجعوا لمستوى الحيوان، بل أهم أضلّ، وهؤلاء نبذوا الشرائع أساسًا، وأرجعوا تنظيم حياتهم الحيوانية لغرائزهم الحيوانية فعاشوا كالحيوانات أصلًا وتطبيقًا، ولا عزاء في ذلك.

إن الزوجية علاقة إنسانية سامية، بل هي حياة أخرى أرقى من حياة الفردية لما يتخللها من مشاركة وبناء وتطوير وتنشئة ونسل ومسؤوليات وأمور عديدة لا تخفى عن العارفين. وهي لمّا كان لها عظيم الفعل والأثر كانت من أرقى العلاقات الإنسانية، وعليه فبدأ هذه العلاقة يجب أن يكون على نحو إنسانيّ ساميّ يتوافق مع ما سيجيء لاحقًا.

من المؤسف أنه مع تطور المجتمعات البشرية - من المفترض - أن تتطور أساليب حياتهم وعملياتها الأساسية الحيوية، وذلك بأن تكون بطريقة إنسانية خالصة تتبع القيم والشرائع السليمة، ولكننا نرى خاصة في مجتمعاتنا المحلية تخلفًا شديدًا في موضوع الزواج، فيكون بصورة روتينية غير موضوعية، ولا تتبنى فيه المواقف الإنسانية موقفًا صارمًا، فيحدث خبط ولصق من ذكر وأنثى تم الاتفاق بينهما من خلال عوائلهما، حتى أن القرارات الشرائية تحتاج لبحث وتمعن وتقييم أكبر مما يحتاج إليه الزواج في هذه الأيام.

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق