الثلاثاء، 6 سبتمبر 2016

داخـل الـنص ْ

يحدث كثيرًا أن نلتقي بلا موعد، بلا مقدمات وبلا لوعات. كما هو حادث عند المواعيد الكاذبة. نلتقي هكذا وحدنا، وحولنا العشرات من الوجوه، وجوهٌ لا نكترث لها، فيكفي أضيع فيكِ وتضيعين فيّ.

ما بال أعيننا تجتب اللقاء؟ أراكِ بقلبي وتريني بحضوري اللافت. تختفئين بينهن، لستِ بالتي لاحظها أحدهم، أو يهتم بها من فوره، لكنكِ مُهمّتي أنا فقط.

في الجمع، أختلس النظرات الفاحصة، كآلة دقيقة مبرمجها حرفيّ عالي المستوى، يكفي أن ألقي بصري لثانية في جهة الشرق، لأتأكد من خلو القمر، ثم ألقي تارة للغرب فتضرب أعماقي، فأستدل على جاذبيتك. لم أحتج للارتماء على شجرة التفاح، ولا، لم أكن شغوفًا بعمل مئات المحاولات لأنجح بإضاءة مصباح رديء، البحث عن القمر لا يتطلب كل ذلك.
يكفي أن أركن إلى بقعة ساحرة، تختفي فيها الضوضاء ولا يبقى فيها سوى النجوم، حينها يتباهى القمر بكل خيلاء، ويقول بصمت مهيب: أنا الذي شُبّهت بكوكب الظلمات - ويا لغبائهم - ، أنا النور الذي ترى من خلاله، لولاي لما برزت نجمة، ولما ارتفع موج، وما سارت سفينة، ولا حصل صياد رزقه.

كل تلك الجاذبية، ويهتمون بجاذبية أخرى حقيرة، تسحب كل شيء للأسفل!، كي يسقط بنتانة إلى سحيق الأودية، ويرتمي غير مدرك إلى مصيره الزائل.

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق