السبت، 7 نوفمبر 2015

زفيـرْ

هل من الحكمة تدوين أجزاء من حياتك كي تذكرها مستقبلًا، ولكن لا تعلم كيف ستذكرها، هل ستوقظ فيك جراحًا، أم ستُسكن فيك الأمل بحاضرٍ أفضل، أم ستبستم فقط، أم ستحزن؟ 
كنتُ قلت أنني سأدون المنحنيات الهامة في حياتي، ثم بدا لي أنني لم أدوّن الكثير، تكاسلًا أم تجنبًا لمستقبل لن يعجبه ما حدث، ويُفضّل النسيان حتمًا. 

لقد بدأت مرحلة العمل بعد دراسة مضنية، عملٌ لا أعوّل عليه كثيرًا كما كنتُ أحسب، ولكن لملئ بعد الفراغات التي تصلني لما أريد، أُعطيت وعودًا وزخارف واهنة ولم أجدها حين بدأت، أكملت الآن شهرًا كاملًا، وكما كنتُ أتوقع مني أني لن أشعر بأي حماس إذا استمر العمل روتينيًا مملًا، فضلًا على أنه لا توجد أية تحديات، فضلًا عن وجود ما لم أكن أحسبه، رئيسًا تقليديًا، وزملاء متحجرين، مُعتدين بأنفسهم وعجبًا من ذلك، مع أنهم لا يعملون أفضل من بعض الآلات المكتبية كما تتصورها قارئي المُبجّل. هذا ما يثير حنقي فعلًا، كيف لآلة لا تُقدّر أي ابتكار، دُمية تتلاعب بها حبال البيروقراطية والمركزية في آن، أن تظن ولو لوهلة أنها متفضلة على الآخرين، وأنها تفهم أكثر مني! وأنني سأتعلّم منها شيئًا، عجبي فعلًا.

هي مرحلة وأتمنى أن ترحل سريعًا، وأن أكتب قريبًا عن تلك الأمنية القريبة المطوية في زمن لم يأتِ بعد.


هناك تعليق واحد :

  1. هل يوجد ضير من التعليق على تدوينتي والرد على نفسي؟ لا أظن ذلك. لقد وجدت نفعًا لم أكن أحسب له حسابًا، وأرجو أن لا أضطر للاستفادة من هذا النفع في حياتي أبدًا!، أوه حسنًا خطرت ببالي فائدة أخرى من تدوين أجزاء حياتي، وهي أن أبنائي الذين ينتظرون قدومهم سيستطيعون قراءة حاضر جدهم، ولكن هل سيرضيهم ذلك أم سيظنون أنه تافه؟.
    أصلًا هل ستكون الكتابة حاضرة في ذلك الزمن اللاحق أم سيأكل عليه الزمن باختراع آخر. وهل الكتابة اختراع؟ هل ستنقرض!؟ لا أرجو ذلك.
    حسنًا والفائدة الأولى من التدوين هي أنني إن فقدت ذاكرتي لا سمح الله، سيكون لدي مرجع خاص بي، سأتحدث إلى نفسي وسأقرؤني كما أكتب الآن. وهذا سيكون شعورًا رائعًا لا أفضّل تجربته على أي حال.

    ردحذف