الجمعة، 12 سبتمبر 2014

احْتِياج مُزيّف ْ

تعلّمتُ أن التسويق هو تلبية حاجات العميل من خلال تقديم خدمة أو منتج يُلبي تلك الحاجة، فالعملية الطبيعية هي وجود مشكلة ما في حاجة إلى حل، فتأتي شركة بفكرة منتج أو خدمة وتعمل على صُنعها وتقديمها بأفضل طريقة لتلبية حاجات العميل، وبهذه الكيفية يكون المُنشأ الأساسي لعملية التسويق هو العميل.

العملية غير الاعتيادية هي عندما تفرض شركة منتجًا أو خدمة ليست ناشئة عن حاجة العميل أو عن مشكلة موجودة فعلًا ثم تقوم بإيهام الفئة المُستهدفة أن هذا المنتج يقوم بكذا وكذا.. وتسرد المميزات، وهي وإن كانت مميزات فعلًا وتثير رغبة المُستهدف إلا أنها لا تكون حاجة حقيقية بل احتياج مُزيّف.

يتضح إلى أين أود أن أصل بك أيها القارئ... 
هذا الترقّب الزخم الذي يأتي كل عام من أجل مؤتمر أبل السنوي التي تُعرض فيه منتجاتها وتحسيناتها وما توصلت إليها من تكنولوجيا، لا أحد يُنكر أنها شركة عملاقة ومنتجاتها في غاية الجودة والاهتمام، لكن لم هذا الولع الشديد بالآيفون الجديد كل عام!

أبل بإطلاقها الآيفون في عام ٢٠٠٧ لأول مرة أحدثت هزّة في أوساط التكنولوجيا حيث قادت محيط جديد من السوق لم يصل إليه أحد، لم يكن هُناك شيء شبيه بالآيفون أبدًا ذلك الوقت، الآن ومن بعد وفاة ستيف جوبز، لم يأت الآيفون إلا بتحسينات ومميزات وهمية لا تُسمن ولا تُغني من جوع، ومع ذلك ترى المُمجدين والمُطبلين في كل مكان يكيلون الدفاع والمديح والتمجيد لمعشوقهم، الكثير من الأمراض تنتشر حولنا يا عزيزي. 

يشتري الآيفون الجديد، وبشكل لا واعي يقوم بتنزيل الواتس أب والتويتر والكيك ويبدأ مرحلة الشبع التقني بعد إجراء هذه العملية كل عام وبيده تصميم جديد لجهاز الأحلام...
وتستمر الحكاية.

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق