الاثنين، 30 يونيو 2014

كيـف حـالكـ ْ؟

شهرٌ ارتبط بالقرآن، تتضاعف فيه الأجور أضعافًا عديدة {إنما يُوفى الصابرون أجرهم بغير حساب}، الزمر.

كيف حالُك مع القرآن؟ تُواصل تلاوةَ القرآن ساعة بعد ساعةً بهمّة، بارك الله في سعيِك، كم مرة تنوي ختم القرآن؟ ثلاث أربع خمس مرّات، ما شاء الله، أثابك الله أجرًا عظيمًا ووفقك لهذا. 

في غير رمضَان، كيف حالُك مع القرآن؟ تقرأ كل يوم عشرَ صفحات، خمسَ صفحات، لماذا تغيّرت همتك؟ بدأت تتثاقل القراءة صحيح، لأن الكل يُشغل فأنت تُشغل معهم؛ أما في رمضان الكُل يقرأ فأنت تقرأ معهم؛ هذا تنافسٍ على خير والحمدلله.

حسنًا كيف تجمع بين الحُسنَيَين؟، أن لا تقل همتّك في غير عن رمضان، أن تُقلل ذلك الفراغ والبُعد في حالك في رمضان وفي غير رمضان؟، هل تبحث عن جواب؟، حسنًا لكَ هذا، والفضل من الله تبارك وتعالى.

الحل بسيطٌ جدًا، أنت الآن في رمضان تجتهد في التلاوة، وهذا حسن، لماذا لا تجتهد أيضًا بحفظ اليسير كل يوم؟، في نصف ساعة فقط تستطيع حفظ نصفِ وجهٍ أو وجهٍ كامل حسب جُهدك، اجعل هدفك حفظ كتابِ الله في رمضان، تستطيع بتخصيص جزءٍ تُخصصه للتلاوة أن تحفظ فيه وجهٍ أو نصف وجه، ثم ماذا؟، تخرج من رمضان وأنت حافظٌ جزءًا على الأقل. 

صحيح أن التلاوةَ خيرٌ من الحفظِ في رمضان، لكن أيضًا الحفظ هو تلاوة وتكرار كثيرٌ، في حفظ نصف صفحة ستكون قد قرأت ما مِقدارُه عشرِ صفحات تقريبًا، لا تفوّت هذه الفرصة، كما أن هذا الحفظ سيُشجّعكَ على مُراجعته في غير رمضان، وبالتالي يزيد ارتباطُك به لأن لديه ما تُراجعه، وتحفظ الجديد. كلما كثُر حفظك زادت علاقتك مع القرآن، ومن أصبحَ القرآنَ أهلُه، أصبح من أهلِ الله كما قال تعالى: (أهل القرآن هم أهلي وخاصتي). ما أعظم هذا الشرف !

أخيرًا، لا تنتظر، ابدأ بتخصيص وقت تكون فيه مُرتاح البالِ، وابدأ فيه بحفظ ما تُحبه من السور، ابدأ بحفظ ما تُحبه أولًا، ستتشجع للاستمرار وحفظ السور الأخرى. 

اللهم اجعلنا من أهل القرآن.

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق